وحدة الدائرة الحضاریة العربیة ـ الإیرانیة جعلت من اللغتین العربیة والفارسیة لغتی التراث الإسلامی. والمؤلفون القدامى من الإیرانیین دوّنوا کتبهم باللغتین معًا، ولعل بعضهم دوّن الکتاب الواحد بالعربیة ثم لتعمیم فهمه للإیرانیین ترجمه إلى الفارسیة، من هنا فإن مثل هذه الکتب تحتاج فی تصحیحها إلى معرفة اللغتین، وهذا ما یمتاز به المصححون الإیرانیون وبعض المستشرقین الذین یلمّون باللغتین...
وحدة الدائرة الحضاریة العربیة ـ الإیرانیة جعلت من اللغتین العربیة والفارسیة لغتی التراث الإسلامی. والمؤلفون القدامى من الإیرانیین دوّنوا کتبهم باللغتین معًا، ولعل بعضهم دوّن الکتاب الواحد بالعربیة ثم لتعمیم فهمه للإیرانیین ترجمه إلى الفارسیة، من هنا فإن مثل هذه الکتب تحتاج فی تصحیحها إلى معرفة اللغتین، وهذا ما یمتاز به المصححون الإیرانیون وبعض المستشرقین الذین یلمّون باللغتین.
مخطوطات عصر الحضارة الإسلامیة، فی کل منطقة جغرافیة، تعتبر من حیث کمیتها ونوعیتها إحدى مؤشرات عظمة الثقافة والحضارة لشعب تلک المنطقة وعلى ما بلغه ذلک الشعب من نضج فکری وعلمی. ومن الواضح أنه لا یتیسر أبدًا دراسة تلک المخطوطات وتحقیقها وتصحیحها دون الاطلاع على وضع تلک المخطوطات ومظانّها. ولما کانت هذه الآثار هی الرصید الثقافی لکل شعب، لذلک فإن أی شعب لا یستطیع أن یصون هویته الدینیة والوطنیة، وأن یضع خطة إعادة بناء مستقبلة دون الاستناد إلى جذوره الثقافیة وماضیه العلمی والتاریخی. وأستشهد هنا ببیت من الشعر لم یرد إلاّ فی النص الفارسی القدیم لقابوس نامه من تألیف عنصر المعالی کیکاووس (ت 475هـ) حیث جاء فیه:
العُلى محظـــــــورة إلاّ على من بنـــــى فــــــــوق بناء السلف
واهتم أصحاب الفهارس مثل ابن الندیم، وابن الخیر، ومنتجب الدین، وابن سعد وأمثالهم بتألیف کتب فی التعریف بالمخطوطات،کی یطّلع الخَلَف على مادوّنه السَلَف.
یُذکر أنّ موقع «بنک معلومات المخطوطات الإیرانیة» بعنوان: www.aghabozorg.ir الذی بدأ أعماله فی إیران قبل خمس سنوات بهمّة مؤسسة «نمایه ساز»= المُفهرِس، بالتعاون مع «مؤسسه پژوهشی آثار مکتوب» = دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط، یعرض النص الکامل لسبعمائة فهرس مطبوع فی إیران، وهو الآن یقدّم خدماته مجانًا للمحققین والباحثین داخل إیران وخارجها.
فی مجموع هذه الفهارس تمّ التعریف بمائتین وثمانین ألف مخطوطة مُفهرَسة حتى ذلک الزمن.
وفی ما تمّ من عمل لإکمال فهارس إیران قدمت مؤسسة الجواد تقریرًا بأثنی عشر مجلدًا تجمع فهارس مخطوطات إیران کلها، وفیها ثلاثمائة وثلاثین ألف مخطوطة فی مکتبات إیران.
والملفت للنظر أن أکثر من نصف هذه المخطوطات الموجودة فی مکتبات إیران هی باللغة العربیة.
وفرة المخطوطات المدونة بالعربیة بالنسبة إلى لغات الشعوب الإسلامیة،وسعة انتشارها فی المکتبات العالمیة الکبرى. یعود إلى:
1 – أن اللغة العربیة هی لغة القرآن الکریم والسنّة.
2- أنها اللغة الثقافیة الدینیة للمسلمین جمیعًا.
3- أنها کانت لأکثر من خمسة قرون لغة العلم والتدوین لدى علماء المسلمین بأجمعم. حتى ذلک الزمان لم یکن بوسع أیة لغة أخرى أن تقدّم الدراسات العلمیة والفلسفیة فی العالم الإسلامی بقدر ما بوسع اللغة العربیة.
4- ثمة عامل آخر دعا إلى التألیف باللغة العربیة هو النظرة الشمولیة العالمیة للعلماء المسلمین فی نشر العلم على الصعید العالمی، وهذا ما دفعهم إلى تقویة وحدة اللغة الثقافیة إثراءً للحضارة الإسلامیة. هذه هی خلفیة شیوع اللغة العربیة فی الکتابة وکونها اللغة العلمیة فی البلدان الإسلامیة عامة، وخاصة بین الإیرانیین من القرن الثانی إلى القرن السادس، ثم انتشارها أیضًا بشکل متفرّق من القرن السابع حتى القرن الثانی عشر.ویلاحظ أیضًا أن هناک مساعی ملفتة لنشر اللغة العربیة بین الناطقین بالفارسیة حتى فی القرون المتأخرة، من ذلک ما أمر به الشاه سلیمان الصفوی ( القرن العاشر) من ترجمة أکثر من مائة نص من النصوص الفارسیة إلى اللغة العربیة.
أضف إلى ما تقدم فإن معرفة اللغة العربیة کانت لدى الإیرانیین فضیلة من الفضائل،یقول حافظ الشیرازی:
اگر چه عرض هنر پیش یار بی ادبی است
زبان خموش و لیکن دهان پر از عربــــــــــی
أی: إظهار المهارة عند الحبیب وإن کان خلافًا للأدب فإن اللسان ساکت غیر أن الفم ملیء بالعربیـــــــــــة ویقصد بذلک أن فمه ملیء بأنواع المهارات.
جدیر بالذکر أن بعض المستشرقین ومنهم نیکلسون ذهب إلى أن بعض الکتب التی تحمل اسم «خداینامه» = کتاب الملوک، والتی جاء ذکرها فی فهرست ابن الندیم قد ترجمت منذ عصر هشام بن عبدالملک الأموی من الفارسیة إلى العربیة، ویرى المستشرق المذکور أن طریقة تدوین کتب التاریخ فی الإسلام متأثرة بتلک الکتب.
فی هذه المقالة نلقی الضوء على:
1 – سهم العلماء الإیرانیین فی دائرة الحضارة الإسلامیة من الذین دوّنوا مؤلفاتهم باللغة العربیة، ثم لأسباب ــ سنذکرها ــ ترجموا بأنفسهم کتبهم إلى اللغة الفارسیة، أو أعادوا کتابتها باللغة العربیة.
2 – نماذج من اهتمام المحققین الإیرانیین، بمن فیهم الفلاسفة والمؤرخون والأدباء ممن نشروا فی القرن الأخیر کتب التراث المدونة بالعربیة فی إیران بعد تصحیحها وکتابة مقدمات والتعلیق علیها بالفارسیة وأحیانًا بالعربیة، وامتازوا بأنهم قابلوا النص العربی بما إذا کانت له ترجمة قدیمة بالفارسیة.
أما المحققون العرب فهم، فی تصحیح النصوص العربیة التی لها ترجمات قدیمة بالفارسیة، فإنهم لم یهتموا ــ على ما عندنا من اطلاع ــ بمقابلتها بنسخ الترجمة الفارسیة، غیر أن بعض المستشرقین مثل دخویه استفاد من الترجمة الفارسیة القدیمة لکتاب المسالک والممالک للاصطخری.
والمحققون الإیرانیون بعد تصحیح النصوص الفارسیة القدیمة یراجعون عادة الترجمة العربیة القدیمة لها إذا کانت متوفرة،ویشیرون إلى مواضع الاختلاف أو الساقط منها بعد المقارنة، وسنذکر نماذج لذلک.
ادوارد براون فی کتابه تاریخ الأدب فی إیران یذکر أن مدونات الإیرانیین بالعربیة ملیئة بمفردات ذات جذور فارسیة. وهذا واضح أکثر فی شعر الإیرانیین الذین أنشدوا باللغة العربیة، ففی أشعارهم مفردات فارسیة وتتضمن أیضًا أشعارًا بالفارسیة. وأورد الثعالبی فی تتمة الیتیمیة بتصحیح عباس إقبال نماذج کثیرة من هذا القبیل.
هذه شواهد أخرى على ارتباط اللغتین الفارسیة والعربیة، وعلى احتیاج کل منهما للأخرى، وسنرى أن هذا الموضوع یتجلّى أکثر فی تصحیح النسخ المخطوطة الموجودة بالعربیة والفارسیة لکتب التراث.
على ضوء ما تقدم نستطیع أن نقسّم مؤلفات الإیرانیین من حیث وقائع التاریخ ومراحل تحوّل التدوین وأسلوب کتابة النصوص الفارسیة والعربیة فی إیران على أقسام:
1 – التألیف بالعربیّة
ثمة کتاب إیرانیون دوّنوا آثارهم بالعربیة فقط ولیس لهم مدونات بالفارسیة مثل: محمد بن زکریا الرازی (القرن 3) مؤلف موسوعة الحاوی فی الطب، وأبی نصر الفارابی (القرن 3)، والشیخ المفید (القرن 4) وابن جریر الطبری (القرن 4) وأبی جعفر الطوسی (القرن 5) وأبی على مسکویه (القرن 5) والثعالبی النیسابوری (القرن 5) وغیرهم کثیر.
2 – التألیف بالعربیة غالبًا وبالفارسیة قلیلاً
علماء دوّنوا أکثر مؤلفاتهم بالعربیة، ولهم تألیف واحد أو أکثر بالفارسیة مثل ابن سینا، فقد دون بالفارسیة دانشنامه علائی وتفسیر بضع سور من القرآن الکریم.
3- تألیف أثر واحد بلغتین
مؤلفون کتبوا بلغتین (والمعروفون بذوی اللسانین) وهم الذین ألّفوا کتابًا أو أکثر باللغة الفارسیة وباللغة العربیة أیضًا، أو قل ترجموا ــ أو کما قیل نقلوا ــ إلى اللغة الأخرى.مثل أبی ریحان البیرونی، والخواجة نصیر الدین الطوسی، وقطّان المروزی، والمسعودی المروزی، ورشید الدین فضل الله، وفضل الله الهمدانی، وآخرین.
4 – التألیف بالعربیة ثم الترجمة إلى الفارسیة بعد موت المؤلف
وهم الذین تُرجمت آثارهم بُعید وفاتهم إلى الفارسیة، أو أحیانًا من الفارسیة إلى العربیة. مثل کتاب الصیدنة فی الطب، وقد صحح النص العربی عباس زریاب الخوئی، والنص الفارسی ایرج أفشار ومنوچهر ستوده.وهکذا تاریخ الیمینی للعتبی، صحّح النص الفارسی یوسف الهادی،والنص القدیم الفارسی تُرجم على ید الجرفاذقانی . وهکذا شدّ الإزار من تالیف معین الدین أبی القاسم جنید الشیرازی الذی صحح نصّه العربی محمد القزوینی، وله نص فارسی قدیم معروف باسم هزار مزار. وکذلک النص العربی لکتاب المسالک والممالک للاصطخری صححه دوخویه والنص القدیم الفارسی صححه إیرج أفشار. وأبو بکر محمد جعفر النرشخی (ت 348هـ) کتب تاریخ بخار ا لنوح بن نصر السامانی بالعربیة ثم ترجمه فی القرن السادس أحمد بن محمد القباوی إلى الفارسیة، وصحح النص الفارسی مدرّس الرضوی سنة 1939م. والحسن بن محمد القمی کتب تاریخ بخارا سنة 378 هجریة لفخر الدولة الدیلمی البویهی بالعربیة، وترجمه الحسن بن علی القمی سنة 805 هجریة إلى الفارسیة، وصحح النص الفارسی جلال الطهرانی سنة 1935م.
أما تحقیق النصوص وتصحیحها وطباعة التراث المکتوب بالعربیة فی إیران خاصة فی عهد الجمهوریة الإسلامیة فقد تمّ بمعزل عن التوجه الطائفی والقومی للمؤلفین والمصحّحین. على سبیل المثال فی دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط تم طباعة ونشر 250 عنوانًا من کتب التراث بالعربیة والفارسیة، وبینها 20 بالمائة من هذه الکتب باللغة العربیة، وأکثر من نصفها من مؤلفات أهل السنة والجماعة مثل عبد الرحن الجامی و روزبهان الخنجی، والعماد الإصفانی، والقاضی صاعد الأندلسی ومحمد بن عبد الکریم الشهرستانی وغیرهم کثیر.
طبعًا موضوع بحثنا لا یتناول المؤلفین الإیرانیین الذین لم یکتبوا بالفارسیة أصلًا، بل نستهدف ذکر الآثار التی دونها المؤلفون الإیرانیون باللغتین العربیة والفارسیة.
العلماء الإیرانیون عمدوا إلى تدوین کتبهم بالفارسیة أو ترجمتها إلى الفارسیة بدلیلین غالبًا:
1 – أن یطلب منهم صدیق أو عالم أو شخص یذکرون اسمه تألیفَ کتاب بالفارسیة تعمیمًا لفائدته.
2 – أن یدوّنوا الکتاب بالفارسیة لوجود کتب کثیرة من نوعه بالعربیة.
من علماء الحنفیة، کتابه مختصر فی بیان الاعتقاد، ذکرت بعض المصادر أنه کتبه فی البدایة بالفارسیة، ثم نقله إلى العربیة[1]. ولو کان هذا الشخص هو نفسه یحیى بن أبی بُکیر النخعی (المتوفى فی مصر سنة 230هـ) لکان هذا الکتاب أقدم ما وصلنا بالفارسیة. ومن المسف أن النسخة الفارسیة لم تصل الینا حتى الآن، أما النص العربی للنسخة فهو موجود.
2 – أبو منصورالحسن بن نوح القمری البخاری:
کتابه التنویر فی الطب الألفه أولاً بالعربیة ثم ترجمه إلى الفارسیة [2]، وکلا النسختین العربیة والفارسیة موجودتان.
3 – کتب أبو علی بن عبد الله بن سینا
بالفارسیة: المعاد، ودانشنامه علائی، وتفسیر عدد من سور القرآن، وسائر کتبه بالعربیة، ومنها کتاب القانون فی الطب، والشفاء فی الإلهیات والطبیعیات، وعشرات الکتب الأخرى. کتاب المعاد ألّفه بالفارسیة وبالعربیة أیضًا. ویطلب من حاکم إصفهان علاء الدولة کاکویة (ولد 420) الّف دانشنامه علائی بالفارسیة. وقال علاء الدولة: «لو أن علوم الأوائل کانت بالفارسیة لاستطعت فهمها»([3]). ویتضح من هذا أنه لم یکن على علم باللغة العربیة. أما کتاب المعاد فقد ألفه ابن سینا بدایة بالعربیة ثم نقله إلى الفارسیة.
4 – أبو ریحان البیرونی
ألف کتبه بالعربیة عدا کتاب التفهم لأوائل صناعة التنجیم. من مؤلفاته: قانون المسعودی، والآثار الباقیة عن القرون الخالیة، وتحقیقما للهند من مقولة، والصیدنة فی الطب. ألف کتاب التفهیم بطلب من تلمیذة تدعى ریحانة بنت الحسین باللغة الفارسیة. ثم ترجمه إلى العربیة لأهل العلم فی زمانه. العبارات العربیة منقولة إلى الفارسیة بدقّة بحیث اختلف أهل العلم فی أنها ترجمة أو تألیف جدید.
5- شهمردان بن أبی الخیر الرازی:
مؤلف کتاب روضة المنجمین ألفه سنة 466هـ بالعربیة وبعدها ترجمه إلى الفارسیة. وهذا الکتاب من منشورات دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط . توجد نسخ من هذا الأثر بالفارسیة والعربیة فی المکتبات الإیرانیة. یذکر المؤلف فی مقدمة النص الفارسی أن سبب تألیفه بالفارسیة هو لتعمیم الفائدة([4]).
ولهذا المؤلف کتاب یجمع بین عدة علوم، ألفه بالعربیة باسم کتاب البدایع وهو مفقود، غیر أن المؤلف عاد وکتبه بالفارسیة مع زیادات وحذف تعمیمًا للفائدة کما یقول المؤلف فی المقدمة وسماه نزهت نامه علائی([5] )وهو موجود.
6- علی بن أحمد النسوی:
مؤلف کتاب المقنع فی الحساب الهندی. وهذا الکتاب أیضًا من منشورات دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط، والنسوی هذا هو تلمیذ ابن سینا، ألف هذا الکتاب بدایة لمجد الدولة الدیلمی بالفارسیة، وخَلَف مجدَ الدولة شرفُ الملوک سنة 420هـ. فطلب منه أن یؤلفه له بالعربیة. والمؤسف أن النسخة الفارسیة مفقودة، ولم یبق إلاّ نسخة واحدة بالعربیة فی مکتبة لیدن (صورة صفحة من النسخة).
7- قطان المروزی مؤلف کیهانشناخت. الف هذا الکتاب بدایة بالعربیة، ثم کتبه بالفارسیة. لحسن الخط توجد نسخ منه بالفارسیة وبالعربیة. وفی القسم التالی سنتطرق إلى استفادة مصحح النص الفارسی من النسخة العربیة([6]).
8- شرف الدین محمد بن مسعود المسعودی مؤلف کتاب جهان دانش و الکفایة فی علم الهیئة. کتب أولاً الکفایة بالعربیة ثم ترجمه إلى الفارسیة تحت عنوان جهان دانش. وهذا الترجمة من منشورات دار البحوث والدراسات للتراث المخطط ومن المؤسف أن الکفایة أو النسخة العربیة غیر موجودة. ویذکر المسعودی سبب تألیفه بالفارسیة هو تعمیم الفائدة بطلب من بعض أصدقائه.
9- أبو نصر النرشخی مؤلف کتاب تاریخ بخارا کان یعیش فی عصر السامانیین، وآل سامان شجعوا التألیف بالفارسیة، ومع ذلک کتبت کثیر من المؤلفات وأنشدت الأشعار لهم بالعربیة. ومن ذلک تاریخ بخارا. النرشحی الّف هذا الکتاب باسم نوح بن نصر السامانی فی ذکر بخارا ومناقبها وفضائلها بالعربیة سنة 332هـ . ثم کتبه بالفارسیة، وقال فی مقدمة النص الفارسی أنه الف هذا الکتاب بالعربیة بعبارة بلیغة ورغب فیه أکثر الناس. والأصدقاء طلبوا منه أن یترجمه إلى الفارسیة فاستجاب لذلک.
10- الخواجة نصیر الطوسی مؤلف کتاب کشف القناع عن أسرار القطاع. ألف هذا الکتاب بدایة بالفارسیة حین کان یمکث مع الاسماعیلیین فی قلعة أَلَموت.ثم فی سنة 658 ترجمه إلى العربیة بطلب من بعض أصدقائه حین کان فی دیار هولاکو.
لایوجد أثر للنسخة الفارسیة. ویذکر فی مقدمة الکتاب العربی سبب تألیفه بالعربیة: «وبعد فقد کنت عملت فیما مضى من الزمان کتابًا جامعًا لضبط دعاوى الشکل المعروف بالقطاع وبراهینه وکان ذلک باللسان الفارسی، فسألنی بعض الأصدقاء من طلبة العلم أن أنقله إلى اللسان العربی، فأجبته إلى ذلک...» ([7]).
یذکر أن الخواجة نصیر الدین الطوسی حین کان فی قهستان ترجم کتاب طهارة الاعراق لأبی علی مکسویه إلى الفارسیة تحت عنوان أخلاق ناصری وذلک بطلب من ناصر الدین حاکم تلک المنطقة.
11- الخواجه رشید الدین فضل الله الهمدانی الوزیر العالم،والطبیب، ومؤلف الآثار القیمة مثل جامع التواریخ وجامع التصانیف، والمجموعة الرشیدیة.جامع التواریخ موسوعة من 15 مجلدًا فی التاریخ من بدایة الخلیقة حتى عصر المؤلف، وتشتمل على تاریخ الشعوب مثل شعوب الصین والهند وبنی إسرائیل وغیرها. المؤلف یذکر فی وقفنامه ربع رشیدی وکذلک فی مقدمة کتاب لطایف الحقائق أنه کتب مؤلفاته بالعربیة وبالفارسیة، وأنه أوقف جزءا من ماله باسم وقف رشیدی وأن هذا الوقف خصصه لاستنساخ کتبه وإرسالها إلى بلاد الإسلام.. العربیة منها إلى بلاد العرب والفارسیة إلى بلاد العجم.
12 – سید إسماعیل الحرجانی:
مؤلف کتاب ذخیره خوارزمشاهی و الأغراض الطبیة. الجرجانی رغم تمکنه من اللغة العربیة ولغات العِلم الأخرى فی زمانه مثل السریانیة والیونانیة کتب الذخیرة بالفارسیة لاستفادة أهل هذه اللغة. وفی السبعین من عمره ترجمه إلى العربیة طلبًا من أصدقائه، ولتسهیل التبادل العلمی ([8]).
13- عبدالرزاق بن جلال الدین الکاشی:
له کتابتحفة الاخوان[9] کتبه بالعربیة ثم ترجمه الى الفارسیة. ویذکر فی مقدمة النسخة الفارسیة إنه فعل ذلک تعمیمًا للفائدة ولکی یفهمه من لا یعرف العربیة بطلب من الإخوان.
یذکر أن المؤلفین الإیرانیین الذین دوّنوا بدایة بالعربیة ثم ترجموه إلى الفارسیة کثیرون لا مجال هنا لاستقصائهم نذکر منهم باختصار.
رشید الوطواط کتب رسائله بالفارسیة والعربیة،فی مجموعتین مستقلتین، وکلاهما مطبوعان. والإمام الغزالی کتب إحیاء علوم الدین بدایة بالعربیة ثم اختصره إلى الفارسیة باسم کیمیای سعادت. وشمس الدین محمد بن قیس الرازی (القرن السابع) ذکر فی بدایة کتب المعجم فی معاییر أشعار العجم (ص 22-24) أنه کتب عن العروض والقوافی باللغة العربیة، ثم رغب إلیه بعض أصدقائه أن یکتب عن الشعر الفارسی مؤلّفا بالفارسیة، فکتب هذا المؤلف حول الشعر الفارسی. وبهمنیار (458هـ) تلمیذ ابن سنا کتب التحصیل لخاله بالعربیة، ثم کتبه بالفارسیة. لا توجد نسخة من النص الفارسی، والنسخة العربیة صححها مرتضى مطهری ونشرها.
ب -المصححون الإیرانیون
عملیة تحقیق النصوص کانت رائجة فی الشرق وخاصة بین المسلمین منذ القرون الأولى لارتباط هذه العملیة بوثاقة النص.من مصادیق العنایة بوثاقة النصوص قراءة المتن أو استماعه عند المؤلف أو عند سلسلة تلامیذه، والاهتمام بالنسخة المکتوبة بخط المؤلف وقرابة النسخ الأخرى بها، وسلسلة سند النص الأصلی، والاهتمام بالاختلاف بین النسخ. ومع کل هذا الرصید الموروث فإن الأسالیب الجدیدة لتصحیح المتن قد راجت بین المحققین المسلمین وخاصة الإیرانیین فی تصحیحهم المتون الفارسیة عن طریق تعرّفهم على أسالیب تصحیح العلماء الأوربیین.
أول إیرانی عمد إلى تصحح النصوص بالأسلوب الجدید هو محمد القزوینی. فقد هاجر إلى أوربا بعد أن أکمل دراساته فی العلوم القدیمة فی إیران ونتیجة تعرّفه المستشرق ادوارد براون وبتشجیعه صحح نصوصًا بالأسلوب الحدیث مثل: مرزبان نامه (لیدن 1908م/ 1326هـ)، وچهار مقاله (القاهرة 1909م/ 1327هـ) ونصوصًا مهمة أخرى مثل شد الإزار (مرّ ذکره).
بعده اهتم جماعة بتحقیق النصوص وتصحیحها خلال القرن الأخیر مثل ملک الشعراء بهار، وعباس إقبال آشتیانی، وجلال الدین همائی،وبدیع الزمان فروزانفر وعشرات غیرهم.
طبعًا نعلم جمیعًا أن کثیرًا من المتون المهمة العربیة وکذلک بعض المتون القدیمة الفارسیة قد تم تصحیحها ونشرها على ید المستشرقین. هؤلاء عمدوا إلى تحقیق النصوص ونشرها والمقابلة الدقیقة بین النسخ المتعددة لکی تتعرف أوساطهم العلمیة على مصادر الحضارة الإسلامیة والإیرانیة، غیر أن مقدمات وفهارس أغلب أعمالهم کانت بلغة بلدانهم. على العکس من المحققین الإیرانیین الذین یصححون النصوص العربیة عادة بتعلیقات ومقدمات بالعربیة، أو باللغتین العربیة والفارسیة معًا.
على سبیل المثال نذکر نموذجین من أعمال دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط، فقد نشرت الدار کتابی الیمینی للعتبی بمقدمات وتعلیقات بالعربیة، والآثار الباقیة لأبی ریحان البیرونی بمقدمات وتعلیقات بالفارسیة والعربیة.
ویلاحظ أن بعض المصححین الغربیین لدى تصحیحهم النصوص العربیة قد یرجعون إلى الترجمة الفارسیة القدیمة للنص، وبذلک یقفون على ضبط أسماء الأعلام والأماکن والمصطلحات العلمیة، وهی أسماء تتعرض غالبًا إلى تغییر فی النطق عبر التاریخ، کما فعل دخویه الهولندی فی تصحیح المسالک والممالک للاصطخری،وعباس زریاب الخوئی فی تصحیح کتاب الصیدنة فقد صحح النصّ العربی وأکمله بالاستفادة من مقابلته مع النسخ القدیمة الفارسیة ونقف هنا عند أعمال بعض المحققین الإیرانیین الذین استفادوا فی تصحیح النصوص العربیة من النصوص الفارسیة للنسخة، أو بالعکس أولئک الذین استفادوا فی تصحیح النصوص الفارسیة من النصوص العربیة لتلک النسخة. وهذا یعود إلى أن المحققین الإیرانیین متمکنون من العربیة والفارسیة وهذا قلّما نجده عند المحققین والمصححین العرب:
1 – عباس إقبال آشتیانی صحح عباس إقبال آشتیانی فی حیاته العلمین 24 متنًا قدیمًا بینها ثلاثة عناوین عربیة. کتاب شدّ الإزار فی حط الأوزار عن زوّار المزار لمعین الدین الشیرازی صححه عباس إقبال بالتعاون مع محمد القزوینی، وفی التصحیح استفاد من متن الترجمة القدیمة للکتاب تحت عنوان هزار مزار، وقد تمت الترجمة على ید ابن معین الدین مع إضافات.
الکتاب الآخر تتمة التیمیة لأبی منصور الثعالبی النیسابوری والثعالبی فی هذا الکتاب أکمل ما فعله فی کتاب یتیمة الدهر.
وفی هذا الکتاب تراجم لشعراء الری، وفارس، وخراسان و إصفهان، وأهواز، ونیسابور، وبخارا و... فی عصره، وبعضهم أنشد بالعربیة والفارسیة.
والآشتیانی نشر نصّ طبقات الشعراء لابن المعتز بشکل نسخة مصورة فی باریس مع مقدمة باللغة الفرنسیة وعبدالستار أحمد فرّاج صحح هذا الأثر وحققه وأورد مقدمة الآشتیانی کاملة فی آخر الکتاب،وأثنى على ریادة الأستاذ الآشتیانی فی الاهتمام بتحقیق الکتاب ونشره([10]). وقال عن الکتاب «من نوادر التراث العربی ،کان فی حکم الکتب المفقودة فی القرون الأخیرة، حیث عثر علیه الأستاذ عباس إقبال، فقام بنشره مصورًا مع دراسة عنه بالفرنسیة فی باریس 1938».
2 – جلال الدین همائی
ألف العدید من الکتب وصحح نصوصًا مهمة منها: معیار العقول لابن سینا، ونصیحة الملوک للإمام الغزالی، ومصباح الهدایة لعز الدین الکاشانی، والتفهیم لأوائل صناعة التنجیم لأبی ریحان البیرونی. وقد مرّ ذکر قصة تألیف التفهیم ومظان هذا الکتاب وکان اعتماد همایی فی تصحیح هذا الکتاب على أقدم نسخة فارسیة فی مکتبة مجلس الشورى الإسلامی، تعود کتابتها إلى سنة 538 وعلى أقدم نسخة عربیة تاریخ کتابتها 573 محفوظة فی چستربیتی. ویذکر مصحح النص الفارسی فی المقدمة أنه فی عملیة التصحیح وضع أمامه النسخة العربیة وعثر على کثرة الأغلاط فی النسخة العربیة، ومع ذلک فقد استفاد منها فی تصحیح النص الفارسی، ویذکر أمثلة من تلک الأخطاء([11]).
3- محمد تقی دانش پژوه
واحد من أشهر المفهرِسین خلال القرن الأخیر. ألف فهرس مخطوطات المکتبة المرکزیة فی جامعة طهران، وحقق عشرات الرسائل والکتب المخطوطة منها کتاب النجاة من الفرق فی بحر الضلالات لابن سینا، ومن أعماله تصحیح النصین الفارسی والعربی لکتاب النهایة فی مجرّد الفقه والفتاوى لأبی جعفر محمد بن حسن الطوسی (460هـ). وضع کل صفحة من النسخة العربیة أمام ما یقابلها من النسخة الفارسیة. أقدم نسخة عربیة تعود إلى 546. وأقدم نسخة فارسیة تعود إلى 686، قابل العربیة بأربع نسخ أخرى وقابل الفارسیة بثمانی نسخ أخرى.وأستفاد فی تصحیح النسخة العربیة من النسخ الفارسیة، واستفاد أحیانًا من العربیة فی تصحیح الفارسیة.
4- ایرج أفشار
یعتبر أفشار دون شک أکثر خبیر إیرانی فی معرفة نسخ المخطوطات،فهرسَتُه لآلاف المخطوطات فی داخل إیران وخارجها وتصحیح أکثر من 300 رسالة ونسخة مخطوطة فارسیة جعلت منه شخصیة ممتازة فریدة.
ومن خدماته العلمیة کتابة مقدمة على المتون المصورة المنشورة بالفاکسیمیله. منها مقدماته على کتب الأبنیة عن حقائق الأدویة لموفق الدین الهروی، وختم الغرائب للخاقانی، وتاریخ هرات لفامی الهروی، وهی من أعماله الخالدة،وقد طبعت الکتب الثلاثة فی دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط.
أحد أعماله القیمة تحقیق وتصحیح کتاب مسالک وممالک وهو ترجمه قدیمة إلى الفارسیة لکتاب المسالک والممالک لأبی إسحاق الاصطخری (346هـ) .
نشر کتاب المسالک لأول مرة مولر سنة 1839م عن نسخة تعود إلى 690هـ ، ثم نشره دخویه سنة 1870م ([12]). توفرت لدخویة 5 نسخ بالعربیة ونسخة فارسیة قدیمة من مکتبة فینا الوطنیة ورمز إلیها بالحرف E فی الهوامش. وأشار فی تعلیقاته إلى ما استفاده من النسخة الفارسیة.
أما النسخة الفارسیة التی صححها أفشار والمکتوبة فی القرن السابع والموجودة فی المحتف الوطنی الإیرانی فقد قوبلت بخمس نسخ فارسیة ونسخة عربیة.وذکر ما استفاده من النسخة العربیة فی التصحیح،على سبیل المثال انظر صفحة 107 وص 187.
5 – عباس زریاب خوئی
فیلسوف ومترجم قل له نظیر فی تحقیق النصوص المهمة. کتاب الصیدنة فی الصیدلة لأبی ریحان البیرونی،صححه سنة 1370هـ . ش ونُشر فی طهران ،ونال جائزة کتاب السنة.وصحح أیضًا روضة الصفا لمحمد ابن خاوندشاه البلخی. النسخة الوحیدة المتبقیة من کتاب الصیدنة بالعربیة محفوظة فی مکتبة مدینة بورسا الترکیة،وقد سقط منها مایقارب من ربع الکتاب.زریاب الخوئی قارن هذه النسخة بثلاث نسخ فارسیة قدیمة من القرن السابع الهجری وأکمل النواقص والمداخل الساقطة بصورة متقنة.
6- پرویز أذکائی
مدرس التاریخ، وناشط فی تصحیح النصوص العلمیة والتاریخیة. کتب مقدمة على النسخة المصورة من تفسیر ، مفاتیح الأسرار ومصابیح الأبرار، للشهرستانی جدیر بالذکر أن هذا الکتاب صححه بعد ذلک محمد علی آذرشب الأستاذ فی جامعة طهران، مع مقدمة وملحقات وتعلیقات وطبع فی دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط فی مجلدین. وألف أذکائی فهرسًا للمخطوطات فی همدان، ویعمل على تصحیح القانون للمسعودی والفهرس لابن الندیم. صحح کتاب الآثار الباقیة عن القرون الخالیة لأبی ریحان البیرونی بعد مقابلته بنسخ أخرى ونشره دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط، وقبل ذلک صحح هذا الکتاب المستشرق ادوارد زاخاو سنة 1878م مع مقدمة بالألمانیة ونشره فی لیبزیک. والدکتور أذکائی عثر على الساقط فی طبعة زاخاو من على نسخة مؤرخة ستمائه و ست هجریة بمکتبة اسطنبول، وترجم تعلیقات زاخاو إلى الفارسیة وأضاف توضیحات مفیدة،وبلغ بالنسخة حد الکمال. وأخیرًا ترجم النص العربی للآثار الباقیة إلى الفارسیة.
7 – أحمد مهدوی دامغانی
أستاذ متقاعد من جامعة طهران، یعمل بتدریس اللغة العربیة وآدابها بجامعة هارفارد. صحّح نسمة السحر وکتب مقدمة على مصوّر کتاب الوحشیات لأبی تمام . أحد أعماله التی یعکف علیها الآن تصحیح دیوان الخازن لأبی محمد عبدالله الخازن الإصفهانی، وهو تلمیذ الصاحب بن عباد.والخازن قدم دیوانه إلى فخر الدولة الدیلمی وفیه مدائح وصناعات بدیعیة وقصائد فی النوروز والاحتفالات الإیرانیة الأخرى.التصحیح یجری على أقدم نسخة مخطوطة عربیة فی مکتبة الروضة الرضویة المقدسة،مکتوبة فی 481 هجریة ومن المقرر أن تطبع النسخة مصورة مع المحققة ومع مقدمة المصحح فی مجلد واحد.
فی الخاتمة نستنتج أن الإیرانیین منذ أقدم الأیام اهتموا بتألیف الکتب بالعربیة. وجمعٌ کثیر منهم ألّف بالعربیة أو الفارسیة ثم نقله إلى اللغة الأخرى. والعلماء الإیرانیون وخاصة فی القرون الأخیرة صححوا النصوص الفارسیة أو العربیة بالرجوع إلى نصّ اللغة الأخرى. وهذه میزة الکتاب المصحح فی إیران على الکتب المصححة فی البلاد العربیة. من هنا ندعو المصصحین العرب أن لا یغفلوا فی تصحیح النص عن الرجوع إلى اللغة الأخرى للنص عند وجودها. وهذا ما یفعله المستشرقون أیضًا. ویمکن فی هذا المجال التعاون بین الإیرانیین والعرب فی مجال ضبط التحقیق.
المصادر:
ــ تاریخ بخارا، أبو بکر محمّد بن جعفرالنرشخی [286 – 348 ق]، ترجمة أبی نصر أحمد بن محمّد بن نصر القباوی [سنة 522 هـ]، تصحیح مدرّس رضوی، طهران، توس، ط 2، 1985م.
ــ ترجمه تاریخ یمینی،أبو الشّرف ناصح بن ظفر جرفادقانی، تصحیح الدکتور جعفر شعار، طهران، دار نشر علمی و فرهنگی، ط 4، 2005م.
ــ جام جهاننمای (ترجمه کتاب التّحصیل لبهمنیار بن مرزبان)، مترجم مجهول، باهتمام عبدالله نورانی و محمّدتقی دانشپژوه، طهران، مؤسّسة مطالعات اسلامی بالتعاون مع مرکز انتشارات علمی و فرهنگی، 1985م.
ــ دانشنامه علائی (قسم الالهیّات)، أبوعلی سینا، باهتمام الدکتور محمّد معین، طهران و همدان، جمعیة الآثار والمفاخر الثقافیة و جامعه بوعلی سینا، 2006م.
ــ دانشنامه علائی (قسم الطبیعیّات)، أبوعلی سینا، باهتمام سیّد محمّد مشکاة، طهران و همدان، جمعیة الآثار والمفاخر الثقافیة و جامعة بوعلی سینا، 2006م.
ــ رگشناسی (رساله فی النبض)، أبوعلی سینا، باهتمام سیّد محمّد مشکاة، طهران، جمعیة الآثار والمفاخر الثقافیة و جامعة بوعلی سینا، 1383هـ . ش.
ــ روضه المنجّمین، شهمردان بن أبیالخیر الرازی، باهتمام جلیل اخوان زنجانی، طهران، دار البحوث والدراسات للتراث المخطوط ومکتبة المتحف ومرکز وثائق مجلس الشورى الإسلامی، 2006م.
ــ شکل القطاع (کتاب ...) ، نصیرالدّین محمّد بن محمّد الطوسی ، قسطنطینیة ، مطبعة عثمانیة ، 1309 هـ .
ــ کشف القناع عن أسرار شکل القطاع : انظر : کتاب شکل القطاع
ــ گیهانشناخت، أبوعلی حسن بن علی بن محمّد بن إبراهیم بن أحمد قطّان المروزی المتطبّب، تحقیق و تصحیح علی صفری آققلعه، طهران، مکتبة ومتحف ومرکز اسناد مجلس الشورى الاسلامی، 2012م.
ــ گیهانشناخت (مصور)، أبوعلی حسن بن علی بن محمّد بن إبراهیم بن أحمد قطّان المروزی، باهتمام سیّدمحمود مرعشی نجفی، قم، مکتبة آیةالله المرعشی النجفی الکبرى ، 2001م.
ــ مسالک الممالک (کتاب ...)، أبواسحق إبراهیم بن محمّد الفارسی الاصطخری، تحقیق دوخویه ، لیدن ، بریل ، 1927 م.
ــ مسالک و الممالک، أبو اسحق إبراهیم إصطخری، مترجم مجهول، تصحیح الاستاذ إیرج افشار، طهران، منشورات علمی و فرهنگی، 1991م.
ــ ممالک و مسالک، ترجمه محمّد بن أسعد بن عبدالله التستری، باهتمام الأستاذ إیرج افشار، طهران، مؤسسة موقوفات الدکتور محمود افشار، 1995م .
ــ نزهتنامه علائی، شهمردان بن أبیالخیر رازی، الدکتر فرهنگ جهانپور، طهران، مؤسّسه مطالعات و تحقیقات فرهنگی، 1985م.
ــ وقفنامه ربع رشیدی، أثر رشیدالدّین فضلالله بن أبیالخیر بن عالی الهمدانی، باهتمام مجتبی مینوی و إیرج أفشار، طهران، انتشارات انجمن آثار ملّی، 1978م .
[6] ـ النسخة القدیمة الفارسیة موجودة فی مکتبة المرعشی النجفی فی مدینة قُم. نشرت المکتبة صورة من الکتاب نشرت مکتبة مجلس الشورى الإسلامی الکتاب بتصحیح علی صفری آق قلعة.
[7] ـ کشف القناع، الخواجة نصیر الدین الطوسی، 1309 هـ ، القسطنطینیة ، المطبعة العثمانیة.
[8] ـ الجرجانی قبل تألیف ذخیره خوارزمشاهی کان قد ترجم کتاب القانون لأبی علی بن سینا إلى الفارسیة. وقبل ترجمة الجرجانی بستین سنة کان کتاب القانون قد ترجمه أبو عبید الجوزجانی. لکن هذه الترجمة لم ترض الجرجانی ولم یرها وافیه.هذه الترجمة کانت موجودة حتى النصف الأول من القرن السابع الهجری إذ یذکره ابن اسفندیار مؤلف تاریخ طبرستان.هناک نسخة نفیسة ولکن ناقصة من الترجمة العربیة بعنوان ترجمة الذخیرة الخوارزمشاهی مکتوبة سنة 545 محفوظة فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران تحت عنوان 113 طب.ونسخه مخطوطة أخرى من الترجمة العربیة فی مکتبة ملک الوطنیة برمج 4772.