إن ظهور مصطلح الإرهاب مؤخرًا فی دراسات الحقوق والعلاقات الدولیة جاء نتیجة للتطورات التی حصلت علی صعید علاقة الإنسان بالإنسان فی ظل منطق القوة والبنی والمؤسسات التی تؤید هذا المنطق فی العصر الحاضر. لقد أوجدت التطورات الهیکلیة المذکورة فیما یخص التعریف النظری (Conceptual Definition) والتعریف الإداری (Administrative Definition) لمصطلح الإرهاب أوجدت خطابًا جدیدًا بشأن الدراسات المرتبطة بالعلاقات والحقوق الدولیة. على أن الخطاب الجدید هذا یخضع لتأثیر العلاقات التی تلعب دورًا حاسمًا فی خلق العمل الإرهابی (Terrorism Actions) أو الهویة الإرهابیة أکثر مما یخضع لنوع العمل الإرهابی (Terrorism Acts) أی بعبارة أخرى «التجسید الإرهابی»...
إن ظهور مصطلح الإرهاب مؤخرًا فی دراسات الحقوق والعلاقات الدولیة جاء نتیجة للتطورات التی حصلت علی صعید علاقة الإنسان بالإنسان فی ظل منطق القوة والبنی والمؤسسات التی تؤید هذا المنطق فی العصر الحاضر. لقد أوجدت التطورات الهیکلیة المذکورة فیما یخص التعریف النظری (Conceptual Definition) والتعریف الإداری (Administrative Definition) لمصطلح الإرهاب أوجدت خطابًا جدیدًا بشأن الدراسات المرتبطة بالعلاقات والحقوق الدولیة. على أن الخطاب الجدید هذا یخضع لتأثیر العلاقات التی تلعب دورًا حاسمًا فی خلق العمل الإرهابی (Terrorism Actions) أو الهویة الإرهابیة أکثر مما یخضع لنوع العمل الإرهابی (Terrorism Acts) أی بعبارة أخرى «التجسید الإرهابی».
إن الخطاب الغربی الجدید حیال الإرهاب یستمد جذوره أساسًا من أسلوب تعاطی العالم الغربی الحدیث مع موضوع حقوق الإنسان على أساس تقیید الفرد فی نطاق الطبیعة. حیث استطاع الغرب من خلال خطابه حول الإرهاب والاستعانة بالتکنولوجیا الواسعة لوسائل الإعلام وشبکات الاتصالات وأیضًا بالاستعانة الذکیة والواعیة بالدور المؤثر للمنظمات الدولیة ، استطاع أن یجعل هذا الخطاب هو الخطاب السائد والغالب (Dominant Discoures) فی هذا المجال. هذا الخطاب السائد حول الإرهاب وعلى ضوء هذا التوجه وهذا التعاطی الغربی مع هذه الظاهرة فقد ظهرت فی عالمنا المعاصر مفاهیم ومقولات جدیده ألقت بظلالها على الکثیر من الحرکات الداعیة إلى تحقیق العدالة ومحاربة الظلم والاضطهاد وأوجدت شبکة واسعة من الالتباسات الحقوقیة والاتصالات الدولیة التی جعلت من الصعوبة بمکان الفصل بین مفهوم التصدی للهیمنة ومفهوم قبول الهیمنة بحیث لم تعد الحدود واضحة بین هذین المفهومین المتناقضین .
إن الغرب وبالرغم من ادعائه السعی لإزالة أی إبهام عن الدوافع السیاسیة أو الایدیولوجیة للإرهاب ومکافحته بشکل جدی فإنه فی الحقیقة بصدد القضاء على الاسالیب الفاعلة لاحتواء هذه الظاهرة المشؤومة على مستوى العالم وضرب التوازن القابل للتحقیق فی العلاقات الدولیة واستغلال مجالات وبؤر الاضطرابات والتوتر لتحقیق مصالحه.
و فی مقابل الخطاب الغربی هناک الخطاب الإسلامی حول حقوق الإنسان ومکافحة الإرهاب الجدید، وینبع هذا الخطاب من نظرة الإسلام إلى الإنسان وعلاقات المجتمعات البشریة مع بعضها البعض، حیث یعتبر من جهة الإنسان مخلوقًا من قبل الله ومن جهة أخرى یعتبر الإسلام الإنسان خالقًا لأعماله وتصرفاته.و هناک روابط ومعاییر تتحکم بمجالی التکوین هذین حیث بینتها وحددتها الأدیان الإلهیة.
و قد نتج عن هذین الخطابین خطاب جدید حول العلاقات والحقوق الدولیة بالرغم من التمهیدات المختلفة التی جرت لجعل منطق الخضوع للهیمنة والتسلط والذی تتضمنه ظاهرة العولمة (Globalization) أمرًا یحظى بالقبول، إلا أن ذلک مهّد الأرضیة شیئًا فشیئًا لنشوء حالة من التشکیک بالأهداف التی یسعى إلیها الخطاب الغربی حول الإرهاب ولا سیما فی مجال «الإرهاب المنظم» (Organised Terrorism) حیث یمکن اعتبار ذلک بدایة طیبة لبروز أکثر فاعلیةً وتأثیرًا للخطاب الإسلامی فی مجال حقوق الإنسان وضرورة الاهتمام بتحقیق العدالة فی العلاقات الدولیة وتأسیس نوع من التعامل الدولی وبالشکل المطلوب عالمیًا.
أزمة معرفة
ظاهرة الإرهاب بأشکالها وصورها المختلفة کانت طوال التاریخ على ارتباط وثیق بنظام السلطة والقوة والمؤسسات المؤیدة لمنطق القوة. وإن إحدى أبرز خصائص الإرهاب خلال مرحلة تکوینه تخطیه المراحل المعتادة والمألوفة للوصول إلى السلطة([1]).
النظریات المطروحة حول هذه الظاهرة تظهر بأنها مستمده من مبدأ القوة أکثر من کونها مستمدة من مبدأ العدالة وهذه النظریات لا تبدو متأثرة بمآسی ضحایا الاغتیالات. وکما یقول «فوکو» فی کتابه نقد السلطة فإن القوة (السلطة) الحاکمة هی التی تحدد الخطاب السائد حول مفهوم الإرهاب کما تعین الدال والمدلول لهذا المفهوم أیضًا ([2]).
بعبارة أخرى فإن الخطاب السائد فی العصر الحدیث وما یعززه من معنى یتعارض مع ما کان مألوفًا فی العصر ما قبل الحدیث لا ینظر إلى ذات الأشیاء وبالتالی فهو خطاب تعاقدی. هذا الخطاب یمکن تفسیره وتبیینه فی إطار السلطان والقوى الحاکمة وبالتالی فإن ما یترتب على ذلک الخطاب یکون خاضعًا لتأثیر حجم الأنظمة الحاکمة ومدى عمق نفوذها فی الحیاة الاجتماعیة. ومن ناحیة أخرى فإن القوی الحاکمة والمهیمنة فی کل حقبة ومن خلال تعیینها للأطر العقلیة ومصادیق العقلاء هی التی ترسم وتضع العرف المقبول به عالمیًا حیث تقوم تلک القوى الحاکمة وباستخدام العناصر والعوامل المتاحة بإعادة صیاغة هذا العرف وتعریفه لتقدمه باعتباره الأسلوب والطریق الأنسب والأصلح.
فی العصر الحدیث وعصرما بعد الحداثة ([3]) ونظرًا لوجود وسائل الإعلام القویة وشبکات المعلوماتیة الدولیة فإن خلق المفاهیم الجدیدة ([4]) عن طریق القوى العالمیة المهیمنة أصبح لیس فقط أکثر سهولة وأکثر سرعة بل أضحت تلک المفاهیم التی اختلقتها القوى السلطویة فی العالم ذات تأثیر أعمق على ضوء العوامل النفسیة. هذه النظریات التی تحدد وترسم القواعد والمفاهیم المطلوبة فی المجتمعات العصریة والتی تتمتع بمفاهیم تحظى بقبول العقلاء فی أطر عقلانیة التی هی أیضًا نتاج لنفس تلک النظریات التی تضعها القوى السلطویة ، تعمل على إیجاد تیارات تتناغم مع القوى السلطویة وتتشکل فی مختلف المجالات السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة.
إن الأزمة التی یشهدها العالم حالیًا هی نتیجة أزمة المعرفة والمنطق الناجمة عن هیمنة نظریات محور القوة السائدة قبل أن تکون نتیجة اختلال التوازن بین القوى العسکریة والخوف من هیمنة منطق القوة.([5]) إذ أن أصحاب النظریة القائمة على أساس محور القوة ومن خلال تغییرهم لمفاهیم معینة تمکنوا من خلق وإیجاد نظریات الهیمنة العالمیة ([6]) التی تضمنت فی ثنایاها إضعافًا للنظریات القائمة على أساس مبدأ العدالة حیث لم یعد لهذه النظریات مکان فی عالم یسوده إعلام أحادی الجانب.
إن بروز ظاهرة الإرهاب بشکلها الجدید ([7]) وبالرغم من ماضیها الطویل فی تاریخ البشریة تزامن مع خصائص معینة اتسمت بها هذه الظاهرة، وجاءت ظاهرة الإرهاب الجدیدة هذه نتیجة منافسات جدیدة بین القوى الموجودة على الساحة العالمیة ولا سیما بعد انهیار الاتحادالسوفییتی السابق، تلک المنافسات التی لم تکن تستهدف الحصول على موقع متفوق أو إیجاد توازن للقوى ([8]) ذات توجهات لم تکن موجودة لا قبل فترة الحرب الباردة ولا خلالها، بل إن تلک المنافسات کانت نتیجة لاختلال میزان القوة من جهة والأزمة الناجمة عن فراغ القوة، وکذلک نتیجة لتوزیع مراکز القوة والأزمات ([9])معًا على مستوى العالم. وبالطبع فإن هذا الوضع لیس بمعنى إضعاف المعسکر الأمریکی القوی فی العالم المعاصر، بل على العکس من ذلک مع تعدد مراکز الأزمات فی العالم فإن الأرضیة أصبحت مهیأة أکثر مما کانت علیه منذ قبل بدء الحرب الباردة وحتى الآن لتواجد وتحرک أقوى للقطب الأمریکی فی العالم.
و«الإرهاب» موجود فی ظل الأوضاع الجدیدة کدافع وحافز لفرض القوة والهیمنة وبروزها بمختلف أشکالها وأیضًا نتیجة لاختلال میزان القوى. والإرهاب موجود أیضًا کذریعة لمواجهة القوى الکبرى الأخرى والتی ظهرت نتیجة «للعولمة»([10]) عن قصد أوعن غیر قصد. إن الأزمة المذکورة ظهرت نتیجة مع اتساع ظاهرة الإرهاب. ومرة أخرى فإن تولید مفاهیم جدیدة عن الإرهاب من قبل القوى السلطویة أمر غیر ممکن فی ظل منطق القوة والعوامل التی یتشکل منها هذا المنطق دون تحلیل للنظریات التی وجد الإرهاب على أساسها، والتی تمتد جذورها داخل ترکیبة القوة والسلطة نتیجة لانهیار نظام القطبین وهیمنة القطب الواحد على العالم. وعلى أساس نظرة کهذه یصبح تبیین أهداف النظریات المختلفة (حول الإرهاب) والتی یمکن تقسیمها إلى مجموعتین غربیة وإسلامیة أمر لا مناص منه فی ظل الظروف الدولیة المفروضة أو غیر المنشودة.
ظهور «الإرهاب» فی الخطاب الغربی:
یتناول هذا البحث المحاور الثلاثة التالیة:
1- نشوء الإرهاب المنظم والجدید فی ظل الخطاب الغربی.
2- تعریف الإرهاب وأهدافه فی ظل الخطاب الغربی.
3- أهداف الخطاب الغربی حول الإرهاب
1- ولادة الإرهاب المنظم والجدید فی الخطاب الغربی:
یرى « جیمز در دریان»([11]) إن نشوء الإرهاب الجدید فی الخطاب الغربی جاء نتیجة لقیام الثورة الفرنسیة ویعتقد بأن مصطلح الإرهاب کان یتضمن مفهومًا اجتماعیًا إیجابیًا فی بدایة الثورة الفرنسیة، ولکن تغییرًا أساسیًا طرأ على هذا المفهوم بعد التمادی فی استخدام المقصلة، وبعدما أصبح للثورة الفرنسیة بعدًا عالمیًا. ویرى « در دریان » إن تغییر المصطلح المذکور من مفهومه الإیجابی إلى المفهوم السلبی حدث فی تلک الفترة التی أشار فیها «أدموند برک »([12]) إلى الآلاف من قساة القلوب ممن یسمون بالإرهابیین (Laqueur, 1978 P.17) وحیث أدرج هذا المصطلح فی القاموس الجدید مع عبارات التحقیر والاشمئزاز.[13]
لقد نشأ الإرهاب المنظم فی النصف الثانی من القرن التاسع عشر. وبغض النظر عن الأهداف والأرضیة السیاسیة التی أدت إلى نشوئه فقد کان له منذ البدایة هدف مشترک. فقد کان الإرهابیون جمیعًا یدعون إلى النهضة الدیمقراطیة والدفاع عن الشعوب. (طیب 2003 ص 25).
وعلى سبیل المثال فقد شهدت روسیا نماذج من الإرهاب المتمثل بحرکة «نارودنا یا فولیا »([14]) وحزب « الثوار الاجتماعیون »([15])(المصدر السابق، ص27).
الإرهاب الإیـرلندی المتمثل بعملیات الجیش الجمهوری الإیرلندی، بدأ نشاطه منذ عام 1890 ، أما الإرهاب فی أوروبا الغربیة فقد بدأ بالدعایة العملیة لأتباع المذهب الفوضوی (أنارشیسم) منذ العام 1890 .
وخلال فترة الثمانینات من عام 1880 وحتى العقد الأول من القرن العشرین تعرض عدد من المسؤولین البارزین فی أوروبا وأمیرکا لحوادث اغتیال کثیرة وکان « غارفیلد » ([16])و« مک کینلی »([17]) من رؤساء الجمهوریة السابقین فی أمیرکا من جملة ضحایا عملیات الاغتیال هذه . وکمثال فإن الإرهاب العمالی فی أمیرکا هو نموذج للإرهاب الجدید. وفی هذا المجال یمکن أن نشیر الى النزاعات العمالیة کحوادث العنف التی جرت فی « مولی مکوایرز »([18])و حادث التفجیر فی ساحة « هی مارکت » ([19]) فی عام 1886 کما أن اغتیال « فرانک ستنبرغ » ([20]) حاکم «ایداهو» عام 1905 یأتی فی هذا السیاق أیضًا. أما الإرهاب فی إسبانیا (شبه جزیرة ایبریا) فقد استمر ضد أسرة دون کارلوس على مدى القرن التاسع عشر (المصدر السابق 2003).
الإرهاب الدینی([21]) کان موجودًا أیضًا طوال التاریخ بین غیر المسلمین.
جماعة «توغس»([22]) وهی جماعة هندیة ([23]) وجماعتی زالوت ([24]) وسیکاری([25]) وهما من الجماعات الیهودیة([26]) وجماعة الوطنیین المسیحیین ([27]) وهی جماعة مسیحیة متطرفة نفذت تفجیر «أوکلاهوما» فی أمیرکا عام 1995 ومجموعة «کاتشی کان شای»([28]) وهی مجموعة یهودیة یمینیة نفذت عملیات إرهابیة ضد الفلسطینیین وجماعتی داشمش([29]) و«دال خالس»([30]) وهما جماعتان هندیتان من طائفة السیخ نفذتا فی عام 1984 عملیات إرهابیة فی المعبد الذهبی([31]) فی «ارمر یستار»([32]) بالهند أودت بحیاة أکثر من 35000 شخص، کما قامتا بتفجیر طائرة تابعة للخطوط الجویة الهندیة عام 1985 ([33]) حیث لقی 328 شخصًا مصرعهم، وکذلک جماعة «اوم شینریکو»([34]) الیابانیة التی هاجمت محطة مترو أنفاق مدینة طوکیو بغاز السارین ([35]) عام 1995، مما أدى إلى مقتل عدد کبیر من الأشخاص (Burges 2004) ، هذه هی بعض الجماعات الإرهابیة ذات الجذور الدینیة والمذهبیة. وقد نفذت المجموعات الإرهابیة الدینیة المذکورة مختلف العملیات الإرهابیة قبل أن یبرز مصطلح ما یسمى بالإرهاب الإسلامی فی الخطاب الغربی، ولکن العملیات الإرهابیة التی نفذتها الجماعات المذکورة لم یطلق علیها أبدًا «اسم الإرهاب المسیحی» و«الإرهاب الیهودی » و«الإرهاب السیخی» وما إلى ذلک.
تعریف الإرهاب ومنطلقاته فی الخطاب الغربی:
البعض یعتبر الإرهاب بأنه حرب بکل معنى الکلمة. فقد أعلن الرئیس الفرنسی جاک شیراک فی عام 1968 بالحرف الواحد «إن الإرهاب هو الحرب بعینها»[36] وفی الحقیقة أن الإرهاب لم یطرأ علیه تغییر یذکر خلال المائة عام المنصرمة. کما أنه لم یتغیر خلال ربع القرن الأخیر. ([37])و مع ذلک لا یوجد تعریف عام وکامل لهذه الظاهرة . وبالرغم من اتساع دائرة الإرهاب وخطورته على الأمن الدولی وضرورة مواجهته بصورة شاملة، فإن مصطلح الإرهاب لایزال یکتنفه الغموض ([38]) وأحد أسباب هذا الغموض والإبهام تنوع مصادیق الإرهاب وتنوع أهدافه ومنطلقاته وکذلک تعدد أشکاله وصوره ([39]).
وقد قدم «والتر لاکور» أکثر من مائة تعریف للإرهاب([40]) لکن رغم کل هذه الجهود فإن من غیر الممکن وضع تعریف عالمی یحظى بالقبول لظاهرة الإرهاب لأن ذلک الذی یعتبره شخص ما إرهابیًا یعتبر مناضلًا من أجل الحریة من وجهة نظر شخص آخر. ولکن یمکن القول إن الإرهاب هو نفس ذلک الشیء الذی یقوم به الإرهاب ([41]).
على أیة حال سنشیر فیمایلی إلى تعریفین مأخوذین من مصدرین . أطروحة بریتانیکا الجامعیة تعرف الإرهاب کمایلی: « إنه الاستخدام المنظم للرعب أو العنف الذی لا یمکن التنبؤ به ضد الحکومات أو الجماعات أو الأفراد من أجل الوصول إلى هدف سیاسی.([42])
التخویف المنهجی والمنظم فی ظاهرة الإرهاب هو من أهم القضایا التی حظیت باهتمام الکثیر من الخبراء والباحثین فی مجال الإرهاب ومن بینهم «بیتر کالورت»([43]).
وهناک تعریف آخر للإرهاب یبدو أکثر شمولًا وضعته وزارة الدفاع الامریکیة عام 1990 یقول: «الإرهاب هو استخدام القوة أو العنف بصورة غیر قانونیة أو التهدید باستخدامها ضد الأفراد أو الممتلکات من أجل بث الرعب أو إرغام الحکومات أو الجماعات، وغالبًا بهدف الوصول إلى أهداف سیاسیة أو دینیة أو عقائدیة».([44])والخصوصیة المهمة التی تمیز الإرهاب عن غیره من الأعمال الجنائیة کما ذکر «شمیت» و«غراف» هی أن الإرهاب یلجأ إلى العنف والإرعاب أساسًا لتأثیره على الآخرین ولیس على الضحایا الآنیین».([45])و یری غیلبرغیوم «أن العمل الإجرامی لا یمکن اعتباره عملًا إرهابیًا إلا إذا توفرت فیه ثلاثة شروط هی:
1- ارتکاب بعض أعمال العنف بحیث تؤدی إلى القتل أو إحداث إصابة جسدیة مهمة.
2- أن یکون هناک قصد أو خطة منسقة فردیة أو جماعیة لارتکاب أعمال العنف المذکورة. بمعنى ( أن ترتکب أعمال العنف المذکورة عن عمدو سبق الأصرار ووفقًا لخطة منسقة فردیة أو جماعیة).
3- أن یکون الهدف النهائی إیجاد حالة من الرعب والفزع بین شخصیات معینة أو بین جماعة معینة أو بین عدد من الأفراد أو بین عامة الناس» ([46])
و بشأن مصادیق الإرهاب یمکن القول إن کافة التعاریف التی طرحت حول الإرهاب فی الخطاب العالمی أشارت إلى ثلاثة مصادیق مهمة:
1- القتل المباشر.
2- التصفیات الجسدیة المباغتة.
3- بث الرعب والفزع.
و فی هذا الخصوص رغم إن الإرهاب یتضمن أساسًا عملیات التصفیة الجسدیة وقتل الأفراد ولکن یمکن اعتبار «إرهاب الشخصیة (السمعة) »([47]). و«الإرهاب النفسی»([48]) یمکن اعتبارهما مجازیًا نوعًا من الإرهاب ویکون تأثیرها المدمر على الفرد و المجتمع أحیانًا أکثر وأشد من القتل والاغتیال».
و یمکن حصر منطلقات وأهداف الإرهاب بالمجالات الأربعة التالیة:
1- شخصیة
2- جماعیة
3- حزبیة
4- حکومیة
أشکال الإرهاب المختلفة یمکن اعتبارها على شکلین حکومی وغیر حکومی.
والإرهاب الحکومی بدوره یتم علی صورتین کلا هما یعتبر نوعًا من الاعتداء المباشر على حقوق الأفراد والشعوب وهاتان الصورتان من الإرهاب الحکومی هما:
1- استخدام القوة لقتل الأفراد وتصفیتهم جسدیًا دون محاکمة عادلة.
2- الاعتداء على الحقوق المشروعة والمعترف بها للشعوب الأخرى من خلال الاستعمار والاستغلال والتسلط والهیمنة على الشعوب.([49])
أما الإرهاب غیر الحکومی فیمکن مشاهدته على شکلین جنائی وسیاسی وبصور مختلفة. الإرهاب الجنائی «بمعنی استخدام الجریمة والتصفیة الجسدیة والقوة لمصادرة حقوق وثروات الآخرین . ویتمثل استخدام القوة للوصول إلى حیاة أفضل من خلال عملیات السرقة بقوة السلاح والسطو المسلح على البنوک والاغتیال واستخدام أفراد للقیام بجرائم منظمة ومصادرة أموال الآخرین عن طریق السرقة والقتل والتهدید والإرعاب».
«الإرهاب الجنائی، إلى جانب استخدامه على الصعید الفردی والجماعی، یستخدم على نحو آخر ومن خلال القوى السلطویة والأنظمة الدیکتاتوریة التی تعمل على تصفیة المعارضین وتنفیذ انقلابات عن طریق الإرهاب الجنائی. وقد لجأت حکومة بریطانیا الاستعماریة إلى الإرهاب الجنائی لتنفیذ انقلاب عام 1920 فی إیران، کما استخدم زعماء البیت الأبیض الأمریکی أسلوب الإرهاب الجنائی لتنفیذ انقلاب عام 1953 ضد الشعب الإیرانی، وتنفیذ انقلاب ضد حکومة «سلفادور آلندی» الشعبیة فی شیلی، وقد نفذ الانقلاب على ید الجنرال «بینوشه». ومن أجل تحقیق مآربه نفذ البیت الابیض الأمریکی انقلابات فی کل من کوریا وفیتنام وکمبودیا وأمیرکا اللاتینیة والبلقان مستخدمًا فی ذلک أسلوب الإرهاب الجنائی (واعظی، 2004، الصفحة 13).
من ناحیة أخرى «فإن الإرهاب السیاسی یظهر بشکل منظمات وأحزاب سیاسیة. فالتنظیمات والمجموعات والأحزاب، التی تفتقر إلى قاعدة جماهیریة ولا تستطیع الوصول إلى السلطة بالاحتکام إلى أصوات الجماهیر وبالطرق الدیمقراطیة والانتخابات الحرة، تلجأ عادة إلى ممارسة الإرهاب السیاسی. ویستخدم الإرهاب السیاسی أیضًا لإثارة القلاقل والاضطرابات الداخلیة للحیلولة دون نمو وتطور الأنظمة الجماهیریة والحکومات المستقلة، والمثال البارز على ذلک الدعم الذی قدمته أمیرکا والکیان الصهیونی فی بدایة انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران للمجموعات الانفصالیة فی کردستان وسیستان وبلوشستان وخوزستان وکنبد وجرها إلى ساحة الصراع الإرهابی ضد الجمهوریة الإسلامیة فی إیران.» (المصدر نفسه، ص 14).
3-خلفیات الخطاب الغربی حول الإرهاب:
إن الخطاب الغربی الجدید حول الإرهاب مرتبط بالأهداف السیاسیة والأمنیة للغرب فی نظرته إلى السلطة والسیطرة على العالم لا سیما بعد انهیار الاتحاد السوفیتی السابق أکثر من ارتباطة بأصل هذه الظاهرة وهویتها. إن عدم التعرف على طبیعة هذا الخطاب وعدم السعی لمعرفة جذوره یجعل الوصول إلى تحلیل واضح ومنطقی للوضع الجدید الذی نشأ فی عالمنا المعاصر أمر غیر ممکن.
لقد أوجدت أحداث 11 ایلول سبتمبر عام 2001، بغض النظر عن دوافعها وأهدافها، نظرة جدیدة للعالم الغربی حیال ظاهرة الإرهاب. وهذه النظرة الجدیدة غیرت مفهوم الإرهاب على مستوى العالم وهذا المفهوم الجدید للإرهاب ینطلق من الأهداف السیاسیة والتوسعیة أکثر مما ینطبق مع أصل الجریمة. وکانت إحدى نتائج هذه النظرة الجدیدة أن مصطلح الإرهاب صار یطلق على أعمال العنف على اختلافها.(واعظی، 2004، ص 16).
وفقًا لهذا المفهوم الجدید، فإن مصطلح الإرهاب صاریطلق لیس فقط على کل نضال جماهیری بل على کل کفاح من أجل الاستقلال وضد المحتلین، حین کان مثل هذا الکفاح یعتبر مشروعًا، ولم یعتبر إرهابا وفقًا لقرارات الأمم المتحدة.([50]) هذه النظرة الغربیة الجدیدة حیال الإرهاب خلقت نوعًا من التعارض الجذری فی النظرة إلى الإرهاب وتعریف الجریمة الإرهابیة بین دول الشمال والجنوب، أی بین العالم الغربی والعالم الثالث، ولا سیما دول منظمة المؤتمر الإسلامی والدول الأعضاء فی حرکة عدم الانحیاز. وهذا الأمر سیزید بالتأکید من صعوبة مکافحة ظاهرة الإرهاب. «لذلک فإن توحید وجهات النظر ووضع تعریف صحیح وبعید عن التمییز للجریمة الإرهابیة سیساعد العالم فی النهایة فی التصدی الحازم لظاهرة الإرهاب المشؤومة.» (المصدر نفسه ص17).
إن سیاق الخطاب الغربی الجدید حول الإرهاب یستمد جذوره من الأصول الفلسفیة للغرب ونظرته إلى العالم حیث یمکن أن نشیر فی هذا المجال إلى خمسة محاور أساسیة ترتبط بموضوع البحث.
أحد العوامل الرئیسیة لظهور الخطاب الجدید للغرب حول الإرهاب هو عدم الاکتراث بالمبادئ الاعتقادیة وتجاهل حق الله فی النظام السیاسی والاجتماعی. وقد أشار سماحة القائدالخامنئی فی هذا المجال إلى هذه القضیة وبیـّن أساس هذه النظرة الجدیدة حیال الإرهاب بالقول:
«إن أساس الجمهوریات الغربیة وما یسمونه بالجمهوریات العلمانیة فی الغرب والجمهوریات التابعة للغرب فی أماکن أخرى من العالم، یقوم على إحلال حق الناس محل حق الله، أی رأی الناس محل رأی وفتوى الدین».([51]) وطبیعی فإن نشوء تلک الأصول الفلسفیة ترک آثاره الخاصة على السلوک الاجتماعی وهذا بالتأکید کان له أبلغ الأثر فی رواج وانتشار مفهوم الإرهاب من وجهة نظر الغرب.
الخطاب الإسلامی حول الإرهاب
هناک أوجه شبه بین الخطاب الإسلامی والخطاب الغربی حول الإرهاب، ولکن خلافًا للخطاب الغربی الجدید الذی یعتبر ، إلى جانب الإرهاب الحقیقی، أیة حرکة تحریریة تتعارض مع مصالح الغرب إرهابًا، فإن الخطاب الإسلامی یستند إلى حق الله وحق الناس والأخلاق والقیم الإنسانیة فی رفض الإرهاب بکافة أشکاله. کما أن أحکام الفقه الإسلامی والحقوق الإسلامیة تتناول بالتفصیل موضوع الدفاع المشروع والجهاد.
إن موضوع الإرهاب فی الخطاب الإسلامی یتطلب إلقاء نظرة ولو عابرة على المواضیع التالیة:
1- تاریخ الإرهاب فی العالم الإسلامی
2- تعریف الإرهاب من وجهة نظر الإسلام.
3- مصادیق الإرهاب من المنظور الإسلامی.
4- التمییز بین الجهاد والدفاع المشروع والنضال من أجل الاستقلال من جهة وبین الإرهاب من جهة أخرى من وجهة نظر الإسلام.
5- التمییز بین إرهاب المسلمین وما یسمى بالإرهاب الإسلامی وسبل مکافحة الإرهاب.
تاریخ الإرهاب فی العالم الإسلامی
إن ظاهرة الإرهاب کالتی نشهدها الیوم لم تکن موجودة عملیًا فی العالم الإسلامی. والفرق الأساسی بین ما کان موجودًا وما نشهده الیوم من إرهاب هو فی أسلوب التنظیم والأهداف السیاسیة والایدیولوجیة وطابعه الدولی ونوع وطبیعة الدعم الذی یتلقاه. ویقول آیة الله هاشمی شاهرودی رئیس السلطة القضائیة سابقًا فی هذا المجال:
إنَّ دسّ السـُّم لأئمتنا المعصومین کان اغتیالًا ولکن تلک الاغتیالات کانت على مستوى فردی أما الاغتیالات التی تتم الیوم فأنها تتخذ طابعًا متطورًا ومنظمًا.([52])
«لذلک فإن الاغتیال کحرکة ومنهاج ومعتقد لم یکن موجودًا فی العالم الإسلامی ، لأنه یتعارض مع القیم والثقافة المعنویة القرآنیة والإسلامیة، کما یتعارض بشکل صریح مع القرآن وأحادیث أهل البیت وسیرة النبی الأکرم (ص) وفی غزواته» ([53]).
و یضیف قائلًا: إن الاغتیال والإرهاب کمنهاج ودیدن وأیدیولوجیة غیرإنسانیة هو فی الحقیقة من إفرازات الثقافة الغربیة ولیس من الأمور التی کانت موجودة فی العالم الإسلامی ([54]).
إذن یمکن القول أنه حتى لو کانت هناک عملیات اغتیال فی العالم الإسلامی فإنها اغتیالات غیر منظمة، ولم تتبناها جماعات حسب التعاریف الجدیدة، وتختلف تمامًا عما یجری الآن فی العالم.
2-تعریف الإرهاب من وجهة النظر الإسلامیة
إن مصطلح الإرهاب هو مصطلح جدید فی الحقوق والسیاسة الدولیة. وعلى ضوء التطورات المرتبطة بهذه الظاهرة وتنوعها فإن تعریف هذا المصطلح یتناول أساسًا الأعمال الإرهابیة ومصادیق الإرهاب. منظمة المؤتمر الإسلامی (منظمة التعاون الإسلامی) باعتبارها من المراجع الحقوقیة للدول الإسلامیة تعرف الإرهاب بالشکل التالی:
مصطلح الإرهاب یطلق على أیة أعمال عنف أو تهدیدات تتم بغض النظر عن أهدافها ودوافعها. تنفیذًا لبرنامج إجرامی من قبل فرد أو جماعة معینة ویهدف إلى بث الرعب بین الناس أو التهدید بالحاق أضرار أو التعرض لحیاة الآخرین وسمعتهم وحریاتهم أو حقوقهم أو التهدید ضد البیئة أو ضد المؤسسات العامة أو الخاصة والاستیلاء علیها أو التصرف بها أو أی تهدید یستهدف مصادر الثروة الوطنیة أو المؤسسات الدولیة أو التهدید ضد الأمن والاستقرار ووحدة الأراضی والسیادة الوطنیة والوحدة السیاسیة وسیادة الدول المستقلة([55]).
وأضاف آیة الله هاشمی شاهرودی یقول :« نحن فی أصولنا وأحکامنا الفقهیة وحقوقنا الإسلامیة لیس عندنا إرهاب بهذا الشکل الموجود».[56]و هو یرى « بأن الاغتیال والإرهاب کنهج ودَیدن وکمعتقد معادٍ للبشریة هو فی الحقیقة من إفرازات الثقافة الغربیة ولیس من الأمور التی کانت موجودة فی العالم الإسلامی. الثقافة الإسلامیة تعارض دائمًا مبدأ الاغتیال ونهج الإرهاب ولم یسبق أن وجد فی العالم الإسلامی کتوجه وکمعتقد، لأن المبادئ والثقافة والمعتقدات الإسلامیة والقرآنیة تمنع ذلک.»([57])
إن الشریعة الإسلامیة لم تتطرق بشکل صریح إلى مفهوم الإرهاب الدولی ولکن هناک إشارة فی الفقه الإسلامی إلى أجزاء متفرقة من تعریف تشکل عند ترکیبها مصطلح الإرهاب والعنف.([58]) إن مصطلح الإرهاب فی اللغة العربیة مأخوذ من کلمة «رهبة» حیث وردت هذه الکلمة ثمانی مرات فی القرآن الکریم.
واحدة منها وردت بمعنى تخویف وإرعاب أعداءالله وأعداء المؤمنین وقت الجهاد([59])و سبع مرات وردت بمعنى الدعوة إلى الخوف من الله.([60]) وخلاصة القول أن کثیرًا من المفکرین المسلمین یتشارکون الرأی فی هذه المقولة وهی «أن ثقافة الإرهاب فی عالمنا المعاصر هی من إفرازات الثقافة الأوروبیة والغربیة. وإذا کان الإرهاب قد استخدم فی العالم الإسلامی واستخدمت بعض الجماعات مثل هذا السلاح فإنهم قد تأثروا فی الحقیقة بثقافة الغرب وتوجهوا إلى الغربیین وتعلموا الإرهاب منهم»([61]) .
3- مصادیق الإرهاب فی المنظور الإسلامی
رغم أن مصطلح الإرهاب لیس له وجود خارجی فی الشریعة الإسلامیة ([62]) وخلافًا لماهو موجود فی العرف الدولی حتى الآن من التباسات کثیرة حول تعریف هذا المصطلح فإن مصادیق الإرهاب واضحة تمامًا فی الإسلام الذی بیّن طریقة مواجهته أیضًا.
ولدینا فی الفقه والحقوق الإسلامیة موضوعان یعتبران جریمةً ممنوعةً من وجهة نظر الإسلام ، ویمکن اعتبارهما مصداقًا للإرهاب وبالتالی أساسًا لطرح تعریف شامل للإرهاب، وهذان الموضوعان أحدهما «المحاربة» والآخر «الفتک».
عنصر المحاربة بمعنى بث الرعب والخوف وزعزعة الأمن والإخلال به وبالحیاة المدنیة والاجتماعیة للناس الأبریاء، حیث وصف هذا العمل فی القرآن وفی الأحادیث بالمحاربة والإفساد فی الأرض. والمحاربة اعتبروها إخافة الناس وبث الخوف والرعب والتظاهر بحمل السلاح. هذا النوع من التعدی والاعتداء والذی یرافقه عادة الضرب والقتل والجریمة مطروح فی الفقه تحت عنوان «المحاربة»، وهو یتناسب إلى حدٍما مع بعض البحوث المطروحة الیوم حول الإرهاب،([63]) البحث الآخر الموجود عندنا فی الفقه ویمکن أن نستند إلیه لتوسیع مفهوم الاغتیال والإرهاب من الناحیة الحقوقیة والفقهیة، یرتبط بعملیات التصفیة الجسدیة والقتل غدرًا وبدون وجه حق وهو ما یعبر عنه فی الأحادیث بـ «القید» « والفتک». الروایات الواردة فی باب الجهاد تقول لا تقیدوا ولا تقتلوا الناس بالغدر وبأسلوب جبان حتى فی الحروب والنزاعات. الأسالیب التی فیها جبن وتقیید وغدر نهت عنها الروایات وحرمتها.[64]
والاغتیال یمکن اعتباره من مصادیق الفتک. والفتک بمعنى مهاجمة الشخص فجأة وقتله بسلاح أو بدون سلاح ولأهداف سیاسیة أوغیر سیاسیة. إذن فإن مفهوم الفتک أکثر شمولیة من الاغتیال بمعنى أن الاغتیال هو من مصادیق الفتک .[65]
و على ضوء البحثین المذکورین عن مصادیق الاغتیال فی الإسلام یرى الکاتب فی التعریف التالی للإرهاب تعریفًا مناسبًا ویمکن الدفاع عنه: « کل جریمة وجنایة تتم بهذه الصورة (الضرب والقتل والجریمة) والهجوم بالسلاح وتتسبب فی زعزعة الأمن وبث الرعب والخوف بین الناس الأبریاء والحیاة المدنیة للمجتمع تعتبر اغتیالًا وإذا نفذت تلک الجریمة من منطلق عقائدی وبشکل منظم ومخطط فتعتبر إرهابا»([66]).
4- التمییز بین مفاهیم الجهاد والدفاع المشروع والنضال من أجل الاستقلال وبین مفهوم الإرهاب من المنظور الإسلامی
من وجهة نظر الإسلام فإن مفاهیم الجهاد والدفاع المشروع والنضال من أجل الاستقلال والتحرر لا علاقة لها أبدًا بمفهوم الإرهاب، وتلک المفاهیم لها أصول وقوانین خاصة إذا لم تتحقق فإنها تکون خلافًا للشرع وفی تعارض مع المفاهیم والمبادئ الإسلامیة.
الجهاد هو أحد المفاهیم الهامة التی إذا لم تتوضح فإنها یمکن أن تتسبب فی حدوث لبس وإبهام وأشکال خاصة لدى أولئک الذین لیسوا ملمین بالمفاهیم الإسلامیة.
الجهاد فی معناه اللغوی مطروح فی صورتین. الصورة الأولى الجهاد. مأخوذة من (الجَهد) بمعنى السعی والجد لأن المجاهد یبذل ما بوسعه للوصول إلى الهدف. أو إن کلمة جهاد مشتقه من (الجُهد) بمعنی التعب والمشقة وتحمل العناء والمصائب([67]).
و لعل الأول هو الأقرب إلى المعنى الذی أورده الشرع لکلمة الجهاد([68]) . إذن فإن الجهاد من الناحیة اللغویة لیس بمعنى «خوض الحرب» أو « الحرب » أبدًا على أن الترجمة الأصح والأقرب إلى أصل هذا المصطلح فی اللغة العربیة هی « السعی» أو «الجد» وأن یبذل الفرد أقصى جهده للانتصار على الشیطان. ([69])
الجهاد ومعناه المصطلح أو الشرعی : فی الفقه هناک عدة تعاریف للجهاد وکلها تشیر إلى معنىً واحد تقریبًا ومن جملة هذه التعاریف:
الف- بذل النفس والمال لإعلاء کلمة الإسلام وإقامة شعائر الدین.([70])
ب – بذل النفس وما یتوقف علیها مثل المال والثروة، فی الحرب ضد المشرکین والمعتدین فی سبیل إعلاء کلمة الإسلام. [71]
ج- والمعنى المشهود والخاص لکلمة «الجهاد» هو بذل المال والنفس فی سبیل إعلاء کلمة الإسلام وإقامة شعائر الإیمان، حیث القسم الأول یتعلق بالجهاد ضد المشرکین، والقسم الثانی من المعنى هو الجهاد ضد المعتدین والحرب ضد الکفار لتمهید السبیل أمام الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر.[72]
والتعریف الآخر للجهاد والذی نقله صاحب الریاض « ویتفق إلى حـدٍما مع بحثنا هذا فإنه یوسع قلیلًا من مفهوم الجهاد بحیث یشمل إیصال کلمة ونداء التوحید إلى الکفار وأمرهم باتباع نداء التوحید، وکذلک صد الکفار والمشرکین عن الکفروالشرک وهما من أبرز مصادیق «المنکر». یتضح لنامن کل هذه التعابیر أن هدف الجهاد فی الشرع هو إعلاء کلمة الإسلام وهذا المفهوم یشتمل أیضًا على أن المقصود من الجهاد فی هذه التعاریف لیس فقط الجهاد الابتدائی والأولی بل مطلق الجهاد سواء الابتدائی أی دعوة الکفار إلى الإسلام أو الجهاد للدفاع عن کیان الإسلام وهو الجهاد الدفاعی . ومن هذا القسم الثانی نظرًا لأن الهدف من الحرب هو أیضًا إعلاء کلمة التوحید والحفاظ علی کیان الإسلام فإن کلمة الجهاد تشمل أیضًا الجهاد الدفاعی وهذا ما اتفق علیه معظم الفقهاء.([73])
و یرى محمد صالح الظالمی أن الجهاد فی صدر الإسلام کان یهدف لتحقیق ثلاثة أهداف:
إن کافة المذاهب الإسلامیة تؤمن بمشروعیة الجهاد الابتدائی أو الهجومی والدفاعی ([75])و لکن من المسلـّم به أنه استنادًا للفقه الشیعی الأثنى عشری فإن الجهاد بنوعیه یجب أن یتم بأمر من الرسول الأکرم (ص) أو الأئمة المعصومین علیهم السلام.([76])و یرى کبار علماء الشیعة کآیة الله محمد حسن النجفی صاحب کتاب جواهر الکلام أنه نظرًا لغیبة الإمام الثانی عشر من الأئمة المعصومین فإن إصدار أمر الجهاد بدون حضور الإمام المعصوم أمر غیر ممکن([77]).
والإمام الخمینی رضوان الله علیه یرى أیضًا أن الشرط المسبق والمهم لمشروعیة الجهاد هو حضور الإمام المعصوم([78]).
إذن عندما لم یتحقق أی شرط من شروط الجهاد حیث لم یتوفر فی ظل الوضع الحالی أی شرط لإعلان الجهاد، فإن الدول الإسلامیة لیس فقط ملزمة بتجنب إصدار أی حکم بالجهاد، بل یمنع علیها دعم أیة جماعة تنفذ عملیات عسکریة باسم الجهاد([79]).
و فیما یتعلق بالدفاع المشروع (الدفاع ضد العدوان). فإن له تعریفًا محددًا وحدودًا واضحة. وإذا تجاوز حدوده المقررة یصبح ذلک الدفاع بحد ذاته غیر شرعی، وهذا ما یعبـّر عنه بنظریة «تجاوز الدفاع المشروع». لذلک إذا کانت العملیات الدفاعیة من حیث الکم والکیف أکثر من متطلبات الدفاع ففی هذه الحالة تنطبق علیها نظریة تجاوز الدفاع المشروع([80]).
و نظرًا لأن الدفاع یجب أن یکون ضد العدوان لذلک یجب أن نضع فرقًا أساسیًا بین العقوبة والدفاع. وفی هذا المجال یجب أن یتحقق شرطان لکی یحظى الدفاع بالمشروعیة اللازمة، الأول هو أن الدفاع یکون عندما یحصل اعتداء والاّ فإنه یخرج من حالة الدفاع ویصبح هو نفسه اعتداءً.. والثانی أن الدفاع یجب أن یکون متناسبًا مع العدوان الواقع ([81]).
و بخصوص الدفاع المشروع فیجب أن یکون الدفاع متناسبًا مع العدوان([82]). وقد لحظ القانون الدولی هذه النقطة. «وقد أعلنت محکمة العدل الدولیة صراحة أهمیة وجود ضرورة وتناسب فی العمل العسکری بهدف تنفیذ حق الدفاع المشروع([83]). وبینت المحکمة المذکورة کذلک « أن اللجوء إلى القوة والذی یتم وفقًا للقواعد الخاصة بالدفاع المشروع یجب أن یکون متناسبًا مع الاعتداء وقانونیًا. ولهذا فمن الضروری أن تراعى فیه کل الشروط الخاصة بحقوق النزاعات المسلحة ولا سیما أصول ومبادئ الحقوق الإنسانیة([84]).
وقد أشار القرآن الکریم إلى حالتین یجوز فیها قتل الأفراد. الأولى قتل النفس بالنفس أو ما یسمـّی بالقصاص والثانیة القتل کعقوبة للإفساد فی الأرض([85]).
إن مایبدو مهمًا فی هذا المجال هو أنه یجب التمییز بین الاغتیال بالمصداقین الذین طرحناهما سابقًا من المنظور الإسلامی وبین الدفاع المشروع والنضال التحرری وحروب العصابات والعملیات الفدائیة ضد الأعداء. وقد تضمنت الحقوق الدولیة ترتیبات للدفاع المشروع واعتبرت هذا الدفاع قانونیًا. فقد أشار القرار 2526 الذی صادقت علیه الجمعیة العامة للأمم المتحدة بالإجماع فی 24 اکتوبر عام 1970 أشار إلى موضوع الدفاع المشترک مؤکدًا على أن الدعم العسکری الذی تقدمه الدول إلى حرکات التحریر التی تلجأ إلى القوة للتخلص من نیر الاستعمار لیس محظورًا. بعبارة أخرى فإن اللجوء إلى القوة لتحریر الأراضی من الاستعمار لا یعتبر مغایرًا للحقوق الدولیة([87]).
و من الأسباب المهمة لکون الدفاع المشروع قانونیًا من المنظور الإسلامی هی إن « منع الإفساد لیس إفسادًا ودفع الظلم لیس ظلمًا بل عدلًا»([88]).
و استنادًا لهذه القاعدة فإن النضال التحرری والحروب والعملیات الفدائیة تعتبر بمثابة دفاع مشروع. حرب العصابات هی فی الحقیقة جبهة حرب حیث أعلن الجانبان الحرب ودخلا فی حرب فعلیة.
و فی الحرب أیضًا حسب التعبیر المنقول من النبی (ص) بأن «الحرب خدعة» فإن حرب العصابات هی من خدع الحرب حیث قد یضطر شعب یخوض حربًا ضد قوة سلطویة استعماریة لأتباع أسلوب حرب العصابات وفی هذه الحالة یعتبر هذا العمل حربًا وجهادًا ولیس مصداقًا للمحاربة والإفساد فی الأرض.([89])
5- التمییز بین إرهاب المسلمین والإرهاب الإسلامی وسبل مکافحة الإرهاب
الأیدیولوجیة لیست سببًا کافیًا لإقناع الفرد للقیام بعمل إرهابی. حیث أن هناک کثیر من المسلمین المتطرفین لکن عددًا قلیلًا منهم ضالعون فی عملیات إرهابیة.([90])
الکثیر من المفکرین ولا سیما فی العالم الإسلامی لا یوافقون على هذا الرأی. فی الحقیقة کما أن «الإرهاب المسیحی» و«الإرهاب الیهودی» و«إرهاب السیخ» لیس ولیدًا ناشئًا من عملیات الإرهابیین المسیحیین أوالیهود أو السیخ، فإن ما یسمى بالإرهاب الإسلامی لا یمکن أن یکون مصطلحًا منطبقًا مع الواقع. فهذا المصطلح خطر على ضوء منطق القوة الذی خلقة وأوجده الغرب فی عالمنا المعاصر. وإن مصطلح الإرهاب الإسلامی لم یستخدم لکشف الحقائق أو تقدیم الحلول لمواجهة هذه الظاهرة بل لتحقیق أهداف معینة أقلها استمرار تفوّق الغرب على العالم الثالث ولا سیما العالم الإسلامی وخلق حالة من التحدی والانفعال لدى المسلمین على هذا الصعید.
إن منظمة الأمم المتحدة باعتبارها منظمة دولیة بذلت جهودًا لمنع إیجاد أی ارتباط بین الدین والإرهاب([91]). کما قام بعض قادة الدول الإسلامیة بخطوات فی هذا المجال. ولکن یبدو أن الخطاب الغالب لیس فقط لایسعى لحل المشکلة من خلال الفصل المناسب بین الأدیان والبعض من أتباع الدیانات وبینها الإسلام، بل هو بصدد إیجاد الأرضیات المناسبة لتحقیق أهدافه من خلال تضخیم بعض القضایا غیر الواقعیة عن الإسلام([92]).
مما لا شک فیه أن الإرهاب الدولی یعتبر غیر قانونی([93]) وفقًا للشریعة الإسلامیة ولکن ثمة محاولات تجری على مختلف الأصعدة السیاسیة والثقافیة والإعلامیة للإیحاء بأن ما یسمونه بالإرهاب الإسلامی هو الظاهرة الإرهابیة الوحیدة فی العالم. إن هذا الخطاب السیاسی الرسمی الغربی ودوره فی بلورة النظرة العالمیة حول الإرهاب یمکن القول أنه یهدف على أقل تقدیر إلى تحقیق بعض الأهداف أهمها مایلی:
1 - محاولة طرح «الإرهاب الإسلامی» مقابل «الإسلام السیاسی»([94]) الذی یتسع وینتشر یومًا بعد یوم.
2- ممارسة الضغوط على الدول الإسلامیة لکی تقبل بظاهرة العولمة وتتأقلم معها. أو بعبارة أخرى تتأقلم مع مشروع العولمة الغربی.
3- إیجاد حالة من المحوریة لدی الدول الإسلامیة لکی تتجه أکثر فأکثر نحو الغرب. وعلى ضوء ذلک فإن الخطاب الإسلامی لمواجهة مثل التحرکات الدعائیة الإعلامیة یستند إلى وجهة نظر الإسلام حیال موضوع حقوق الإنسان وحق الناس وحق الله وحرمة وکرامة الإنسان وبالتالی معارضة الإسلام الجادة والقویة لأی عنف وإرهاب.
هذا التحرک الخطابی، الذی یهدف إلى تبیین نظرة الإسلام حیال الإرهاب وسبل مکافحته، بالرغم من أنه لیس بالخطاب الغالب والسائد فی العالم لعدم استناده إلى القوى العالمیة الغالبة والمسیطرة فإنه یستند إلى الحقائق الواضحة، فقد بدأ یشق طریقه بهدوء ورویة بین المفکرین وذوی الفکر التحرری وبین عامة الناس فی العالم. حیث بدأت الحقائق المخفیة خلف الستار تتکشف وتتضح. الجهود التی بدأت تنشط منذ فترة على هذا الصعید وهی تتسع وتتطور یومًا بعد یوم یمکن تقسیمها إلى مجموعتین رئیستین .
الف- الجهود على المستوى الإعلامی والدعائی وتشتمل على:
1- السعی للفصل بشکل جاد بین فهم بعض المسلمین للإسلام وبین المفاهیم الإسلامیة الأصیلة.
2- الدفاع من أجل تبیین وتعریف المبادئ والمفاهیم الإسلامیة ( إیجاد مواقع علی شبکة الأنترنت وإصدار الکتب المختلفة وعقد الندوات والمؤتمرات المتنوعة لتوضیح وتبیین الإسلام على حقیقته).
ب- الجهود على المستوى السیاسی – الاجتماعی:
1- إثارة المعارضة السیاسیة والإجتماعیة على المستویین الحکومی وغیر الحکومی ضد الدعایة السلبیة التی تبث تجاه الإسلام والمسلمین فی أرجاء العالم.
2- تنظیم المظاهرات والمسیرات المعارضة للإرهاب الدولی ولا سیما الإرهاب الذی ینسب إلى الإسلام.
و هنا یبرز دور الخطاب الإسلامی الذی یتولی، إلى جانب تبیین وتوضیح المفاهیم الإسلامیة وضرورة الفصل بین تصرفات بعض المسلمین وبین المجتمع الدولی للمسلمین، التأکید على عاملین أساسیین لنشر الإرهاب تجب مکافحتهما بجدیة وهما:
1- الظلم والاستعمار والهیمنة والتسلط وهو بمثابة الجذور التی یتغذی منها الإرهاب.
2- سیاسة التوسع التی تنتهجها القوى السلطویة وتشکل إحدى جذور اتساع دائرة الإرهاب فی العالم.
رغم أن الخطاب المذکور وفی ظل الظروف الدولیة الراهنة لا یتمتع بالتناغم الکافی ولکن نظرًا لأنه یتفق مع المتطلبات الحقیقیة للإنسان ویستند إلى حق الله وحق الناس، فإنه بالتأکید سیکون هو الخطاب الغالب والسائد فی المستقبل.
استنتاج :
رغم أن الذی یجب أن نشیر إلیه فی هذا المجال قد تمت الإشارة إلیه إلى حد بعید ولکن نلخص البحث بالنقاط التالیة:
1- هناک أوجه تشابه وأوجه اختلاف بین الخطاب الغربی والخطاب الإسلامی حول الإرهاب، وهذا التشابه والاختلاف ناتج أساسًا عن أن الغرب ینظر إلى حق الإنسان منفصلاً عن حق الله، فی حین أن الخطاب الإسلامی یؤکد على حق الله وحق الناس فی هذا المجال.
2- رغم أن مصطلح «الإرهاب» لم یکن له وجود فی الشریعة والقاموس الإسلامی ولکن مصادیق الإرهاب ومترادفاته موجودة فی الشریعة الإسلامیة.
3- «الإرهاب» فی المصطلح الإسلامی هو أکثر شمولیة وعمومیة مما هو مطروح الآن باسم مصطلح الإرهاب.
4- الخطاب الغربی حول الإرهاب یؤکد على علاقات الإرهاب وارتباطاته وبعبارة أخرى على جذوره والآثار التی تترتب علیه قبل تأکیده على موضوع الإرهاب نفسه.
5- الخطاب الغربی حول الإرهاب یعطی الإرهاب خلفیة أیدیولوجیة ویحاول أن ینسبه للإسلام أو المسلمین.
6-الخطاب الإسلامی لا یعتبر النضال لاستعادة الحقوق المشروعة والجهاد وما شابه ذلک إرهابًا. فی حین أن بعض أوجه الخطاب الغربی حتى لو قبلت بحالات من هذا النضال (کالنضال فی سبیل الحریة والاستقلال) فإن حالات النضال تلک یمکن أن تعتبرها إرهابًا بتغییر أمثلتها. وبعبارة أخرى ثمة تعمیم من جانب واحد أو تحدید من جانب واحد حول المصادیق (النماذج أو الأمثلة) وأن مالا ینطبق مع بعض السیاسات یعتبر إرهابًا.
7-إن المکافحة الحقیقیة ضد الإرهاب تتطلب خطابًا عالمیًا موحدًا وقبولًا بالمبادئ المعترف بها فی هذا الخصوص . وهذه المبادئ یجب أن یجری حوار عالمی بشأنها وأن یتم تحدید مصادیقها الواقعیة.
8-طالما أن الغرب وباعتماد أیدیولوجیة خاصة یسعى لکی یطرح مفهوم الإرهاب المساوی والملازم للإسلام والمسلمین، فلن یکون هناک نقاش حقیقی حول الإرهاب وسیبقى الانحراف موجودًا فی هذا المجال ویجب تعدیله وإصلاحه.
9-من أجل رسم صورة واقعیة لبعض الأعمال الإرهابیة المنسوبة للمسلمین یجب التمییز بین الإسلام والمسلمین، وکذلک بین بعض المسلمین وعامة المسلمین، وإلاّ فإن تحمیل الإسلام والمسلمین کافة مسؤولیة هذه الانحرافات یعتبر خروجًا عن القواعد العلمیة والإنسانیة ونظرة أحادیة الجانب إلى أصل الموضوع.
10- إن مکافحة الإرهاب تتطلب معرفة جدیة بجذور الإرهاب حیث أن جذور الإرهاب فی معظمها تعود إلى السیاسة التوسعیة للقوى السلطویة فی العالم.
الهوامش:
* - عضو الهیئة التدریسیة فی جامعة الإمام الصادق (ع).
[1]- «رایش والتر» جذور الإرهاب، ترجمة حسین محمدی نجم ، طهران حرس الثورة الإسلامیة. کلیة القیادة والأرکان 2002 صفحه 15 (بالفارسیة)
-[13] Der Derian , J.(1991) “The Terrorist Discourse: Signs, States and System of Global Political Violence”, In:Michael T. Klare and Daniel C. Thomas (ed.) (1991), World Security: Trends and challenges at century’s End,New York: St. Martin’s Press, PP.237-265.
-[14] Narodnaya Volya.
-[15] Social Revolutionary Party.
-[16] Garfield.
-[17] Mckinley.
-[18] Molly Maguires.
-[19] Haymarket Sequare.
-[20] Frank Steunenberg.
-[21] Religious Terrorism.
-[22] Thugees.
-[23] Hindi.
-[24] Zealot.
-[25]Saciari
-[26] Jewish Group.
-[27] The Christian Patriots.
-[28] Kach/Kahane Chai.
-[29] Dashmesh.
-[30] Dal Khals.
-[31] Golden Temple.
-[32] Armristar.
-[33] Air Indea.
-[34] Aum Shinryko.
-[35] Sarin Gas.
-[36] L’anti Terroris en France et la terrear integre 1981 Serge Quadrurrani- La de couvert eqnetes 1989,p.18.
-[37] Merari , A. “Terrorism as a strategy of struggle: past and Future”(2000), In Max Taylor and John Horgan,(eds.) (2000) The Future of Terrorism, Frank Cass, p.54.
-[38] Murply, John F. (1976) State Support of International Terrorism, boulder, Westview Press; Thakhrah, R. (1987) “Terrorism: A Definitional Problem”, In: Paul Wilkinson and a Stewart (eds.) (1987) Contemporary Research on Terrorism, UK, Aberdeen University Press.
-[39] Paletz, Devid, L. and Schmid, Alex P. (eds.) (1992) Terrorism and the Media, Sage Publications, P.1.; Roberts, A. (1987) “Terrorism and International Order”, In Lawrence Freedom, Christopher Hill, Adam Roberts, R.J. Vincent, Paul Wilkinson and Philip Windsor, 1986, Routledge, p.15.
Lodge, J. (1981) Terrorism: A Challenge to the State, Oxgord, Martin Robertson, P.5; Thronton, Thomas P. “Terror as a Weapon of Political Agitation”, In: H. Eckstein (ed.) (1964) International War, New York: Free Press, pp. 71-99; Fraid Lander, Robert A. (1981) Terrorism and the Law: What Price Safety? Gaithersburg, MD, IACP; Sobel, Lester, A. (1975) Political Terrorism, New York: Facts on File, pp. 3-12.
-[41] Taheri, A. (1987) Holy Terror: Inside the World of Islamic Terrorism, Adler and Adler, p.11
[42] -«والتر لاکور» ذکر فی مقالة عام 1986 مائة وتسعة تعاریف مختلفة قدمت خلال الأعوام من 1936 إلى 1981. وکذلک رابویرت ، دیفیرسی – الإرهاب مقالات سیاسیة أمنیة مختارة – المجلد 1، معهد الدراسات الاستراتیجیة 1999 ، ص 135.
-[43] Calvert, P. (1986) “Terror in the Theory of Revolution”, In Noel O’Sullivan, eds., 1986, Terrorism, Ideology and Reovlution, Wheatsheaf Books Ltd. P. 27
Lefebvre, G. (1973) “The Great Fear of 1789; Rural Panic in Revolutionary France”, trans. Joan White, London, NBL, 1973; Wardlaw, G. (1982) Political Terrorism; Tehory, Tactics and Countermeasures, Cambridge University Press; Guevara, E. (Che) (1967) Guerrilla Warfare, Monthly Review Press.
-[44] Laqueur, W. (1999) The New Terrorism: Fanaticism and the Arms of Mass Destruction, Oxford University Pres, P.5
-[45] Schmid, A.P. and De Graaf, J.F.A. (1982) Violence as Communication: Insurgent Terrorism and the Western New Media, Beverly Hills, CA:Sage, p.2.
[46] -Gilber Gullaume, Terrorisme et Driot International, in., Eecueil des cours, t.251, 1989.
-[47] Character Terrorism
-[48] Psychological Terrorism
[49] -طبعًا یجب أن نؤکد هنا علی أن مفهوم الإرهاب فی ظل الظروف الدولیة الحالیة أضیق نطاقًا من بعض الجهات مما ذکر فی هذا المقال.
[50] -ینص قرار الجمعیة العامة للامم المتحدة رقم 2526 الذی صدر بالإجماع فی 24 اکتوبر عام 1970 ینص علی جملة أمور منها:
إن تقدیم الدعم العسکری من قبل الدول إلى حرکات التحریر التی تلجًا إلى أسلوب القوة للتخلص من نیر الاستعمار لیس ممنوعًا والدولة التی تخوض حربًا ضد حرکات التحریر لا یمکنها الاستدلال بالمادة 51 من میثاق الأمم المتحدة حول الدفاع المشروع عن النفس بعبارة أخرى فإن اللجوء إلى القوة لتحریر الأراضی من نیر الاستعمار لا یعتبر مغایرًا ومخالفًا للحقوق الدولیة:
«حرکات التحریر التی یعتقل أفرادها أثناء الکفاح المسلح. هؤلاء الأفراد یجب أن یعاملوا وفقًا لمعاهدة جنیف الثالثة لعام 49 بخصوص أسرى الحرب. بمعنى أن الأسیر لن یعتبر متمردًا وبالتالی فإنه یستفید من أوجه الدعم التی نصت علیها المعاهدات والبروتوکول». «جمشید ممتاز، الإرهاب وتمییزه عن الکفاح التحرری»، الإرهاب والدفاع المشروع من وجهة نظر الإسلام والحقوق الدولیة، مجموعة مقالات ومحاضرات ألقیت فی منتدى عام 2002، ص 34-35) (بالفارسیة).
[51] -کلمة سماحة آیة الله الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة – مارس 2001 م – نقلًا عن موقع بازتاب (بالفارسیة)
[52] -محمود هاشمی شاهرودی «الافتتاحیة» الإرهاب والدفاع المشروع من وجهة نظر الإسلام والحقوق الدولیة، مجموعة المقالات والکلمات التی ألقیت فی الملتقى عام 2002، ص 20.
[55] -البند الثانی من المادة الأولى من میثاق منظمة المؤتمر الإسلامی عام (1999) . (نقلًا عن : محمد جواد شریعت باقری «نظرة إجمالیة إلى المواثیق الدولیة الاقلیمیة لمواجهة الإرهاب:، الإرهاب والدفاع المشروع والحقوق الدولیة من وجهة نظر الإسلام، مجموعة مقالات ومحاضرات ألقیت فی ملتقى عام 2002 ، ص44.
[65] -السید محمد حسن مرعشی« المبانی الفقهیة لإدانة الإرهاب فی الإسلام» الإرهاب والدفاع المشروع من وجهة نظر الإسلام والحقوق الدولیة مجموعة المقالات والکلمات التی القیت فی الندوة عام 2002 ص 28. (بالفارسیة)
[75] -محمد حسن النجفی، جواهر الکلام فی شرح شرائع الإسلام الطبعة الخامسة الجزء 21 دار إحیاء التراث العربی، بیروت 1989» ص 4-8-9.
[76] -Haji Haidar, H. (2003) “Islamic Jihad and Terrorism”, In Hassan Bashir (ed.) (2003) Terrorism: Definition, Roots and Solutions, London, bookextra, p.25.
[77]- محمد حسین الطباطبائی، المیزان فی تفسیر القرآن، الطبعة الثانیة الجزء الاول مؤسسة الاعلمی للمطبوعات بیروت 1972 ص 284
[78]- روح الله الخمینی ، تحریر الوسیلة، الطبعة الثانیة الجزء الاول مطبعة الأداب – العراق 1969 ص 482. طبعًا هناک آراء مخالفه فی هذا المجال لم ضرورة لطرحها.
[87]- جمشید ممتاز « الإرهاب وفصله عن النضال التحرری»، «الإرهاب والدفاع المشروع من وجهة نظر الإسلام والحقوق الدولیة» مجموعة مقالات وکلمات ألقیت فی المنتدى عام 2002 ص 34.
[92]- على سبیل المثال خطاب الرئیس الباکستانی برویز مشرف فی الامم المتحدة فی 16 ایلول عام 2002 والذی یتضمن جوانب نطرحها هنا کنموذج . وبالطبع فإن کلمات کثیرة وقیمة ألقیت من قبل شخصیات حکومیة وغیر حکومیة من أرجاء العالم فی هذا المجال ویمکن الاطلاع علیها: « فی عصر العولمة هذا وفی ظل تعدد الأدیان والثقافات یجب أن تتوفر أرضیة للتعامل والتعاطی المشترک ولیس لخلق خلافات سیاسیة وایدیولوجیة جدیدة. ولکن مع الأسف فإن البعض أشعل موضوع الحرب ضد الإرهاب واتخذه أداة لتوسیع دائرة التشاؤم والمعارضة للإسلام والمسلمین». وأشار مشرف فی الختام إلى أن الإرهاب لا دین له. راجع موقع الانترنت: http://arabic.peopledaily.com.cn/200209/16/ara20020916 57586.html