«إن الکثیرین من إخواننا الإیرانیین لا یتصورون أن لحضارتهم امتدادًا بتونس منذ أقدم العصور فهم لا یعلمون أن نسّابی البربر القدامى جعلوا أصولهم فی الفرس، وأن الطربوش المغربی الذی عم ثلاث قارات أصله من منطقة الشاش وازدهر بتونس، وأن إدارة أو وزارة عامة فی کامل الأقطار العربیة تحمل اسمًا فارسیًا على وجه الدهر وهی «البرید» وأن نظام هذا البرید یحمل ألفاظًا فارسیة أخرى مثل الفرائق....
هذا الکتاب الصادر عن الشرکة التونسیة للتوزیع من تألیف الباحث الأکادیمی عثمان العکاک، ویضمّ مقدمة وعشرة أبواب.
فی المقدمة جاء:
«إن الکثیرین من إخواننا الإیرانیین لا یتصورون أن لحضارتهم امتدادًا بتونس منذ أقدم العصور فهم لا یعلمون أن نسّابی البربر القدامى جعلوا أصولهم فی الفرس، وأن الطربوش المغربی الذی عم ثلاث قارات أصله من منطقة الشاش وازدهر بتونس، وأن إدارة أو وزارة عامة فی کامل الأقطار العربیة تحمل اسمًا فارسیًا على وجه الدهر وهی «البرید» وأن نظام هذا البرید یحمل ألفاظًا فارسیة أخرى مثل الفرائق....
وکذلک قد یعلم التونسیون وقد لا یعلمون أن کثیرًا من مؤسساتهم هی ذات أصل إیرانی سواء فی الإدارة أو العسکریة أو المعمار أو التجارة أو الفلاحة أو الصناعات التقلیدیة فهی أیضًا من أصل إیرانی، وأن کثیرًا من العلماء التونسیین قد أُقرأوا بإیران، وأن ابن خلدون هو من أکبر المؤرخین الذین درسوا فی شیء من الاستعجاب تاریخ إیران وحضارة إیران وفلسفة التاریخ الإیرانی».
ویشیر الباحث إلى وحدة الدائرة الحضاریة الإسلامیة التی جمعت إیران وتونس، ویقول:
الباب الأول:
فمشارکة الإیرانیین فی الحضارة الإسلامیة کانت فی جمیع العصور قبل الإسلام وبعده وبمشارکة العرب وغیرهم من الأمم الأخرى وفی جمیع مبادئ العلوم والآداب والفنون والتقنیات والفلسفیات والتصوف والصناعات التقلیدیة والاجتماعیة والسیاسیات والإداریات والعسکریات والمعماریات والاقتصادیات، وفی مستوى رفیع جدًا تجد فیه أساطین الإسلام فی الفقه والحدیث والتفسیر والأدب والآداب والموسیقى والفلسفة والفنون والصناعات والتقنیات.
وهذا من غیر شک له انعکاساته على تونس من حیث أنه بلد إسلامی له ما لغیره من البلدان الإسلامیة وعلیه ما علیهم». (ص21)
الباب الأول
تحت عنوان الأطوار التاریخیة، وفیه فصول:
الفصل الأول: یستعرض تاریخ تونس قبل الإسلام فی ظل الفینیقیین (1200ق.م – 146ق.م) ثم الرومان (46ق.م – 438ب.م) والوندال (438- 538ب.م) والبیزنطیین أو الروم (538 – 632م) ویقول الباحث:
وبالبیزنطیین تنتهی حقبة ما قبل الإسلام بتونس وتأتی حقبة الإسلام، والإسلام یجب ما قبله. إلا أن الحضارات السابقة مدت تونس فی عصرها الإسلامی الماجد بأفضل ما عندها من عناصر حضریة فی السیاسة والدولة ونظام الحکم والتراتیب الدستوریة والعلوم والآداب والفنون والاقتصاد والصناعات التقلیدیة وحتى الفلسفة والتصوف والفولکلور». (ص 38)
وفی الفصل الثانی یستعرض تاریخ تونس فی ظلّ الإسلام «حیث کوّن الإسلام وحده إسلامیة، وقضى على العقائد الوثنیة المختلفة، فلم تعد هناک وثنیة إیرانیة ووثنیة تونسیة بعیدتان عن بعضهما، ولم تعد هناک نصرانیة إیرانیة من هرطقة خاصة ونصرانیة تونسیة تعددت فیها الهرقطات، بل صار دین واحد موحد ذو حضارة موحدة وقیم روحیة سامیة لیس لها نظیر» (ص 39)
ویبدأ بالدولة المهلبیة الإیرانیة ــ العربیة فی رأی الباحث، لأن المهالبة کانوا عربًا إلا ّ أنهم کانوا دائمًا أمراء بإیران قبل أن یصیروا أمراء تونس. فهؤلاء المهلبیون جاؤوا إلى القیروان على رأس جیش خراسانی یبلغ 000/30 فاستقرت ثلاثون ألف عائلة خراسانیة فی الوسط التونسی وأصبح کل شیء متأثرًا بإیران، من طعام ولباس وسیاسة وجیش وقضاء، وزراعة» (ص39- 42).
استمرت هذه الدولة من 184 هـ حتى 296هـ إذ حلّ محلهم الفاطمیون.
وفی عهد الفاطمیین استمرّ الارتباط بین إیران والمغرب العربی ومنه تونس عبر قنوات عدیدة ومنها الرحلات، وعلى رأس الرحالة هؤلاء ناصر خسرو. فهو فی کتاب سفرنامه = الرحلة، التی ترجمها إلى العربیة وعلق علیها الدکتور یحی الخشاب، یحدثنا عن القضاة المغاربة فی مصر من عائلة النعمان بن حیون القیروانی، وعلى رأسهم القاضی النعمان، وهو أبوحنیفة النعمان القیروانی، کان قاضی المعزّ قبل فتح مصر (341 – 356هـ)، وهو صاحب کتاب دعائم الإسلام، أعظم کتاب فی الفقه الفاطمی.
وحدثنا ناصر خسرو فی هذه الرحلة عن النظام العسکری فی تونس ومصر (ص 52). وکذلک حدثنا عن الجامع الأزهر وهو من تأسیس التونسیین فی القاهرة، على ید جوهر الصقلی (انتهى العمل من بنائه سنة 361هـ).
ویحدثنا أیضًا عن «بیت الحکمة» فی القاهرة، وهو امتداد لبیت الحکمة الذی أسسه فی تونس زیادة الله بن الأغلب، وجعله جامعة ومعهدًا للترجمة، ومعهدًا للمؤلفین ،وجعل على رأسه إبراهیم الشیبانی (أصله من خراسان على ما یظهر، فالکثیرون من الشیبانیین من خراسان) ویسمّى الریاضی ، وینسب إلى بغداد، وعاش فی عصر الفاطمیین، واعتنى بشؤونهم العلمیة والتعلیمیة. (ص 55)
ومن رجال التواصل الثقافی والأدبی بین إیران وتونس الفاطمیة أبو منصور الثعالبی النیسابوری الخراسانی صاحب کتاب: یتیمة الدهر فی تراجم أدباء العصر. ففی هذا الکتاب درس الشعراء الأفارقة المعاصرین له،وفتح بابًا على المشارقة لأن یعرفوا أدباء المغرب عامة، وکان ذلک مقدمة لأن یخصص ابن رشیق القیروانی کتابًا مهمًا تحت عنوان: أنموذج الزمان فی تراجم أدباء القیروان، کما تعاقب بعد الثعالبی مَن اهتمّ بأدباء المغرب العربی ومنهم الباخرزی فی کتابه دمیة القصر، والعماد الإصفهانی فی سِفره العظیم خریدة القصر وجریدة العصر.
ویواصل الأستاذ المؤلف حدیثه عن العلاقات الإیرانیة التونسیة عبر الدولة الصنهاجیة (370- 600هـ) حیث بلغت تونس یومئذ «أقصى حدودها الجغرافیة، ومنتهى القمة فی العلوم والآداب والفنون والصناعات التقلیدیة»
«وفی هذا العصر ظهر الشریف الإدریسی الصقلی التونسی الذی ألف نزهة المشتاق والموسوعة الجغرافیة الکبرى التی فسحت المجال لجغرافیة إیران بما أرسل نورًا جدیدًا باهرًا على معالمها وملامحها» (ص 57).
ویمرّ المؤلف بعدها على الدولة الترکیة، ویثنی على الدور الترکی فی الشمال الأفریقی ویقول: «لولا الاتراک لکانت تونس والجزائر ولیبیا أندلسًا ثانیة وثالثة ورابعة. وقد نشأت بتونس دولتان ترکیتان: الدولة المرادیة فی القرن السابع عشر (المیلادی) ، (و) الدولة الحسینیة 1705 – 1957».
«وفی هذا العهد أسس یوسف دای مدرسة البشامقیة التی کانت تدرس لغات الثقافة الإسلامیة الثلاث: العربیة والفارسیة والترکیة، وکان علماء تونس الأکابر یعرفون اللغات الثلاث وینظمون الشعر بالثلاث، ویعلقون على کتبهم بالثلاث...» (ص 59)
عهد الحمایة (1881 – 1956)
حدیث الباحث عن هذا العهد یثیر الاهتمام، فالحمایة الفرنسیة لأی بلد عربی تنتهج أسلوب فصل ذلک البلد عن دائرة الحضارة الإسلامیة، لکن هذا الارتباط الحضاری کان أقوى من نهج المحتلین، وهذا ما یذکره المؤلف فی النص التالی:
«المفروض هو أن یکون عهد الحمایة الفرنسیة على تونس خلوًا من کل صلة مهما کان شکلها بین إیران وتونس، ومع ذلک فالعکس هو الذی وقع ــ أولًا ــ فی المدارس الثانویة یشمل برنامج تعلیم التاریخ فی السنة الأولى الثانویة تاریخ إیران القدیمة وعلاقاتها مع آشور. فنحن عندما فتحنا عیوننا على أوائل التعلم الثانوی درسنا تاریخ إیران القدیم.
ثانیًا ــ فی دراسات التاریخ الإسلامی بالخلدونیة أو بالجامعة الزیتونیة دراسة مقررة لتاریخ الدول الإسلامیة.
ثالثًا ــ کثرت المطبوعات وکثرت دور الکتب العامة والخاصة وکثرت الکتب العربیة التی مؤلفوها من الإیرانیین کالخوارزمی والهمذانی والبلخی والفیروزآبادی والزمخشری والبخاری والنسائی والترمذی إلى غیر ذلک.
رابعًا ــ کثرت کتب تاریخ الأدب العربی من جرجی زیدان وغیره وهی ملیئة بالمؤلفین الإیرانیین الذین کتبوا بالعربیة کما کثر الکتاب المستشرقون الذین کتبوا عن الآداب العربیة بالفرنسیة مثل Clement Huard الذی ألف کتاب الأدب العربی ومثل Carde Vaux الذی ألف مفکرو الإسلام وقد ترجم إلى العربیة زیادة عن نصه الفرنسی، وکثرت دراسات تاریخ الفلسفة الإسلامیة وما کتب عنها بالعربیة أو الفرنسیة (ماسینون، درمنغام) کما کثرت دراسات التصوف من السهروردی والحلاج والغزالی فکان هذا داعیة إلى التعرف أکثر على أساطین الفکر الإسلامی بإیران.
ثم ترجمت فی مستویات مختلفة من أدب الأطفال إلى الأدب العالی القصص الفارسیة کما ترجمت رباعیات الخیام بالفرنسیة وبالعربیة وجاءت مطبوعة فقرأها الناس.
خامسًا ــ دخل تعلیم اللغة الفارسیة إلى الجامعة الزیتونیة کلغة ثقافة إسلامیة لا مندوحة عنها.
سادسًا ــ دخل فی التدریس تاریخ الفنون المعماریة الإسلامیة والفنون الصغرى فعرف الناس المدرسة الإیرانیة وفنون إیران وجاءت کتب عربیة وفرنسیة فی الموضوع فاشتراها الناس وظهرت حتى بعض القصور من المعمار الإیرانی بضاحیة تونس مثل Villa Persane بباردو.
سابعًا ــ وذهب بعض التونسیین إلى مدرسة اللغات الشرقیة بباریس فدرسوا اللغة الفارسیة ومنهم هذا العبد کما ذهب کثیر من الطلبة إلى جامعات مصر والعراق فاختاروا الفارسیة وتخرجوا فیها أحسن تخرج.
ثامنًا ــ ثم إن الصحافة الفرنسیة الکثیرة والصحافة العربیة الشرقیة التی تصل تونس ولا سیما صحافة الاستشراق تعطی أخبارًا یومیة وأسبوعیة عن إیران وتنشر دراسات عمیقة عن الأحداث الحضریة والثقافیة الإیرانیة لا سیما مجلة R.E.I (مجلة الدراسات الإسلامیة) فکان التونسیون على بینة من تاریخ إیران والأدب الإیرانی والفنون الإیرانیة.
والأسطوانات الموسیقیة سهلت سماع الموسیقى الإیرانیة. وعندما کنا مشرفین على الإذاعة التونسیة من 1938 إلى 1943 جعلنا حصة للموسیقى الإیرانیة دراسة وفنًا.
ومن جمع مقالات الصحافة التونسیة من 1886 إلى 1936 المتحدثة عن إیران وجد کنزًا ثمینًا لاسیما فی طور 1886- 1912 الذی کان طور «اتحاد إسلامی» تعتنی فیه الصحافة بالدراسات الإسلامیة بما فی ذلک إیران.
وکانما هذا الطور الذی هو أشع أطوار حیاتنا السیاسیة، کان یعد لحیاة اتصال وثیق بإخواننا المسلمین، فلما ارتفع الکابوس کانت الانطلاقة أقوى حرکیة وأعظم اتساعًا وأعمق أثرًا.
الباب الثانی
تحت عنوان: «ابن خلدون والدراسات الإیرانیة».وبعد أن یتحدث بایجاز عن حیاة هذا الرحالة فی الفصل الأولى یذکر فی الفصل الثانی دراسته عن جغرافیة إیران. والثالث یخصصه لما ذکره ابن خلدون لتاریخ إیران. استعرض تاریخ إیران قبل الإسلام، ثم استعرض الدول الإسلامیة بإیران: الدولة الطاهریة، ثم الصفاریة، والسامانیة، ثم البویهیة ثم الدولة الغزنویة، وأخیرًا الدولة الدیلمیة.
الفصل الرابع عما أرخ ابن خلدون عن الفکر الإیرانی فی علوم الریاضیات والجبر والهندسة والطبیعیات والطب والکیمیاء (ص 83).
ویخلص ابن خلدون إلى القول:
«حملة العلم فی الملة الإسلامیة أکثرهم العجم .. من العلوم الشرعیة .. ومن العلوم العقلیة.
...والحضر لذلک العهد هم العجم أو من فی معناهم من الموالی وأهل الحواضر الذین هم یومئذ تبع للعجم فی الحضارة وأحوالها من الصنائع والحرف. کأنهم أقوم على ذلک للحضارة الراسخة فیهم منذ دولة الفرس.
فکان صاحب صناعة النحو سیبویه والفارسی من بعده والزجاج من بعدهما وکلهم عجم فی أنسابهم. وإنما ربوا فی اللسان العربی فاکتسبوه بالمربى ومخالطة العرب وصیروه قوانین وفنًا لمن بعدهم.
وکذلک حملة الحدیث الذین حفظوه عن أهل الإسلام أکثرهم عجم أو مستعجمون باللغة والمربى.
وکان علماء أصول الفقه کلهم عجمًا کما یعرف وکذا حملة علم الکلام وکذا أکثر المفسرین.
...وظهر مصداق قوله صلى الله علیه وسلم «لو تعلق العلم بأکناف السماء لناله قوم من أهل فارس» (ص 83 – 84).
الباب الثالث
حول المؤسسات العسکریة، ویضم فصولًا أولها: التحصینات، ومن مفرداته الخندق وهو کلمة فارسیة من «کَنْدَن» بمعنى الحفر. والفصل الثانی عن «هیأة القیادة»، ویذکر فیه المؤلف: «کانت تونس فی العهد المهلبی عامرة برجال العسکریة أو السیاسة أو الإدارة من الإیرانیین» (ص 95).
ویذکر منهم: محمد بن یزید الفارسی، وعیسى بن موسى الخراسانی، ویقطین بن موسى الخراسانی.
والفصل الثالث عن «الجیوش الإیرانیة» التی قدمت إلى تونس.ویذکر الجیش الخراسانی: «هذا الجیش قادم من خراسان مع الولاة، بعضه إیرانی أصلا وبعضه عربی مستعجم لطول المقام والمربی کما یقول ابن خلدون. وعدد هذا الجیش فی الغالب ثلاثون ألفًا ولیس بالقلیل وقواده من الخراسانیین ومن العرب، وهذا الجیش مصحوب بعائلاته فهناک فی الحقیقة ثلاثون ألف عائلة خراسانیة منتشرة بتونس وهذا یدلنا على مبلغ التأثیر الحضری. وقد قام هذا الجیش فی غالب الأحیان بتوطید الأمن وقمع الخوارج وحراسة الثغور وإخماد الانتفاضات المحلیة» (ص99).
الباب الرابع
عن العلوم، وبعد فذلکة تاریخیة فی الفصل الأول، ینتقل فی الفصل الثانی إلى العلوم الدینیة، ویذکر من التفاسیر الإیرانیة التی تداولها التونسیون: تفسیر الطبری (جامع البیان) وتفسیر الزمخشری (الکشاف) وتفسیر البیضاوی (أنوار التنزیل) وتفسیر الفخر الرازی (مفاتیح الغیب).
ورواة الحدیث الستة إیرانیون وهم:
الإمام البخاری صاحب الصحیح، ومسلم القشیری النیشابوری، وابن ماجة القزوینی، وأبو داود السجستانی، ومحمد الترمذی، والنسائی.
«وفی الفقه: کان الکثیرون من فقهاء الطبقة الخامسة بالقیروان من الإیرانیین. نذکر منهم:
1 – عبدالله بن فروخ (وفروخ معناه السعید) الفارسی. فقیه القیروان کان إمامًا محدثًا ثقة وأمینًا. رحل إلى المشرق ولقی أعلامًا، ولقی زفر بمجلس أبی حنیفة فغلبه.روى عنه مسلم بن الحجاج وغیره. ولی قضاء القیروان وأخذ عنه قیدوم(عمید) المفسرین یحیى بن سلام القیروانی. وذهب إلى المشرق ثانیة. ولد سنة 110 وتوفی بمصر عند رجوعه من الحج سنة 176هـ ودفن بالمقطم. وأسف علیه علماء عصره منهم ابن وهب وغیره.
2- سقلاب بن زیاد الهمذانی القیروانی کان إمامًا فقیهًا من أهل الفضل والعبادة والاجتهاد، سمع من مالک وغیره. وقرأ على نافع توفی سنة 193هـ .
3- أسد بن الفرات أصله من نیسابور. قدم به أبوه صغیرًا مع الوالی محمد بن الأشعث.
4- عباس بن أبی الولید الفارسی التونسی. کان إمامًا ثقة أمینًا حافظًا للحدیث .رحل مع أسد بن الفرات إلى الشرق فی طلب العلم فلقی مالکًا والکثیر من المحدثین.
وفی الطبقة السادسة من فقهاء المالکیة اشتهر بتونس من الإیرانیین الأصلیین:
القاضی أبو مهدی عیسى بن مسکین بن منظور الإفریقی. أصله من العجم. کان ثقة أمینًا فاضلاً. ولد سنة 214 توفی سنة 295 وقبره بقریته المعروفة بمسجد عیسى، على نحو 10 کلم فی الطریق بین سوسة والمهدیة. کان فقیهًا ومرابطًا وقاضیًا. وکان یرابط بقصر الطوب المسمى الآن سیدی عبد الحمید قرب سوسة على البحر وبرباط قریته التی هی مسجد عیسى.ولما مر المنصور الفاطمی بقریة مسجد عیسى صلّى بمسجده رکعتین وأوصى العامل (الوالی) بحفظ القریة.
ألف کتبًا کثیرة وعجیبة منها آداب الوکیل وهو أول کتاب فی الإسلام والآداب العالمیة فی أصول مهنة الوکیل (المحامی) قرر قانونها الأساسی وأصولها وجزئیاتها ونحن لا نزال فی القرن الثالث الهجری.
أخوه محمد بن مسکین. کان من العلماء الفضلاء ولد سنة 217 وتوفی سنة 297.
ومن رجال الطبقة السابعة من الفقهاء التونسیین الذین أصلهم إیرانی:
أبو جعفر أحمد بن أحمد بن زیاد الفارسی القیروانی. ولد سنة 234 وتوفی سنة 319 کان فقیهًا إمامًا نظارًا ثقة أمینًا صحب القاضی ابن مسکین وکان یکتب له السجلات. کان عالـمـًا بالوثائق وله من الکتب:
1 – کتاب الوثائق عشرة أجزاء.
2- کتاب أحکام القرآن. عشرة أجزاء.
3- کتاب مواقیت الصلاة.
محمد بن عثمان الخراسانی وهو فقیه قیروانی وصاحب وثائق، کان یذهب مذهب أهل الکوفة، ولم یکن ممن یقول بخلق القرآن، وله سماع بمصر من یونس بن عبد الأعلى توفی سنة 318» (ص 133- 114)
ابن جریر الطبری (توفی 310هـ) والبلاذری (توفی 279هـ) والیعقوبی (توفی 278هـ) وابن خلکان (توفی 681هـ) والبلخی صاحب کتاب صور الاقالیم (توفی 322هـ)، وابن خرداذبه،وابن رسته، وزکریاء القروینی (توفی 682هـ) والسائح الهروی صاحب الاشارات إلى معرفة الزیارات.
والفصل الرابع: خصصه للدراسات الأدبیة المشترکة بین إیران وتونس. وذکر أن «الترسل التونسی تأثر بابن العمید الخراسانی وأبی بکر الخوارزمی والصاحب بن عباد (الطالقانی) وبدیع الزمان الهمدانی. ومن شاء معرفة ذلک فلیراجع : زهر الآداب للحصری القیروانی» (ص 119)
ذکر الباحث «المقامات» التی نشأت بالمشرق على ید بدیع الزمان الهمدانی وأبی القاسم الحریری وتأثّر التونسیین بها من أمثال: ابن رشیق وابن شرف من القدماء، ومحمد السنوسی ومحمد الورغی وعلی الغراب الصفاقسی من المتأخرین.
ثم ذکر أصحاب المجموعات الشعریة التی تضمنت بابًا لشعراء تونس وهم: الثعالبی فی الیتیمة والباخرزی فی الدمیة والعماد الاصفهانی فی الخریدة.
وأشار إلى «الأمثال» وذکر معجم الأمثال للمیدانی، والمستقصی فی الأمثال للزمشخری، وما فیهما من الامثال المطابقة للأمثال التونسیة.
ومن شروح الإیرانیین لکتب الأدب شروح أبی زکریاء یحیى التبریزی (ت 502هـ) وهی شروح متداولة فی تونس.ومنها:
ومن الطریف أنه یتحدث أیضًا عن «الشاهنامه» وهی إلیاذة الشعر الفارسی ویقول عنها وعن غیرها من کتب الأدب الفارسی:
«أما الآن فإن الشاهنامة (للفردوسی) والجلستان (لسعدی الشیرازی) ورباعیات عمر الخیام معروفة منذ أسس یوسف دای مدرسة لتعلیم العربیة والإیرانیة والترکیة ومنذ صار فی العهد الترکی اعتبار اللغات الثلاث أساسًا للثقافة الإسلامیة، ومنذ قرر خیر الدین باشا الفارسیة لغة رسمیة بالصادقیة، ومنذ تقرر بعد الاستقلال تعلیم الفارسیة بالزیتونة وغیرها.ومنذ ذهب طلبة تونسیون إلى الشرق فتعلموها ضمن البرامج» (ص123)
والفصل الخامس: جعله تحت عنوان «الحساب والجبر والمقابلة والمثلثات.والفصل السادس: تحت عنوان «النبات» والفصل السابع تحت عنوان: الطب.. تحدث فیها عن التبادل العلمی بین إیران وتونس فی هذه الحقول، وآثار ذلک فی الأسماء العلمیة المتداولة حتى الیوم فی تونس.(ص 124 – 132).
الباب الخامس
تحت عنوان اللغة والأدب، والفصل الأول:حول طرق نفوذ الکلمات الفارسیة فی کلام التونسیین. ثم یعقد الفصل الثانی تحت عنوان: الأدب الفارسی، ویذکر ما لکتب الأدب الإیرانیة من تأثیر على تونس. یشیر إلى کلیلة ودمنة، وألف لیلة ولیلة وکتب قصص فارسیة أخرى. ویخصص الفصل الثالث للالفاظ الفارسیة الموجودة فی اللغة التونسیة، ویرتبها حسب الحروف الأبجدیة وتستغرق 11 صفحة من الکتاب (153 – 163).
والفصل الرابع: حول المسرح البربری والتعزیة.
الباب السادس:
حول الفنون المعماریة فی الفصل الأول، والموسیقى فی الفصل الثانی، وزخرفة الکتب والنمنمیات فی الفصل الثالث وصناعة الخشب فی الفصل الرابع، وفیها یشیر إلى التفاعل الفنی بین إیران وتونس فی هذه المجالات.
الفصل السابع
عن الصناعات التقلیدیة ، ویذکر الزربیة والشاشیة والصناعات الحریریة والزلیج أو القاشانی، ذاکرًا أنها من الهدایا الثمینة التی أهدتها إیران إلى تونس (ص190).
الباب الثامن
تحت عنوان « التصوف» ویذکر الطریقة القادریة المنسوبة إلى الشیخ عبدالقادر الجیلانی، ویقول : کان الأمراء الحسنیون فی تونس على الطریقة القادریة (ص196).
ثم یشیر إلى الغزالی وابن تومرت، ویرى أن ابن تومرت مؤسس الدولة الموحدیة فی الشمال الأفریقی تأثر بفلسفة الغزالی إلى أبعد حد.(ص 198).ویذکر أن إسلام البربر اکتمل بظهور الدولة الموحدیة التی کانت «غزالیة» فی عقائدها وأصول نظمها. (ص 199).
الباب التاسع
تحت عنوان: «الفلاحة». یستعرض تاریخ الفلاحة فی العصر الفینیقی (الفصل الأول)، وفی العصر الرومانی (الفصل الثانی) ثم فی العصور الإسلامیة (الفصل الثالث) ویذکر الاشجار التی جاءت من إیران إلى قبرص مثل: السرو والقسطل (الشاهبلوط)، والفستق ویرى أن الفلاحة التونسیة مَدینة بالکثیر من أشجارها وأزهارها إلى إیران منذ أقدم العصور وبأحسن أسالیب التقنیة فی الصناعات الفلاحیة (ص 214).
الباب العاشر
تحت عنوان «باب جامع» یتحدث فی فصله الأول عن الفلکلور ونقف عند حدیثه عن النوروز. یقول:
«رأس العام الإیرانی أو النوروز القدیم. ویسمى عندنا غرة مایه العجمی أی یوم 14 مای الرومی. تحرم فیه أشیاء وتحلل أشیاء وتتقرر أشیاء. فمما یحرم اشتراء الثوم حتى لا یکون العام کریه الرائحة مریر الطعم ولا تشتری المکانس حتى لا یکنس العام کنسًا بما فیه من جوارف وجوانح ــ لا قدر الله ــ ومما لا بد منه وضع شرائط فی باحات البیوت یعلق فیها اللیمون الحلو والنارنج فی أغصانهما وذلک لعذوبة اللیمون الحلو وجودة النارنج وجمالهما وریح قشرتهما الذی هو علاج للصداع ومادة عطریة لإعداد الحلویات.
والنوروز ــ ویسمى بتونس النیروز ــ جاء مع المهالبة وانتفد نهائیًا مع الأغالبة وله عادات وطقوس کثیرة بتونس تحدث عنها بإطناب المؤرخ التونسی ابن أبی دینار القیروانی فی کتابه: المؤنس فی أخبار إفریقیة وتونس فی الباب الأخیر الذی هو حدیث عن عادات التونسیین یحسن الاطلاع علیه.
والفصل الثانی: تحت عنوان «حیاة مقارنة» وفیه یقارن بین الحیاة فی إیران وتونس،وبعد جولة فی الحیاتین یتساءل «هل تحولنا من تونس إلى إیران أم من إیران إلى تونس»؟ (ص 224).
وننقل جولته فی هذا الفصل بین البلدین:
«فی الأسواق
إذا تجولنا فی أسواق المدن الکلاسیکیة بإیران نشعر کأننا لم نغادر القیروان أو سوسة أو تونس. فالأسواق مسقفة وکواها ترسل أعمدة من نور فوق نصف ظلمة الدهالیز ، وألوان الأقمشة اللماعة المتحرکة الملتصقة المؤتلقة والألبسة المختلفة بحسب الجهات واللهجات الآتیة من کل إقلیم، وأصوات السماسرة والمنادین والدکاکین المصطفة والمصاطب المفروشة أمامها وقد جلس علیها الحرفاء یقبلون البضائع ویناقشون الأسعار.
فکل هذه المشاهد الشیقة الریقة وهذه المجموعة الطافحة الفیاضة من الألوان والأصوات والأشکال والحرکات، وهذا المعرض البشری الحی للأصناف الإنسانیة وللهجات وهذه المدرسة السیکولوجیة للارتجاعات والدوافع والانعکاسات التی تستطیع أن تدرس فیها روح الجموع أجل دراسة على الحی هی کلها واحدة عبر آلاف الکیلومیترات.
فی الجوامع
وإذا تجولنا تارة بجوامع إیران وتارة بجوامع تونس فإننا نجد وجوه شبه عجیبة، أولها وجود الصحن الکبیر الذی لا نجده بالجوامع الحنفیة لأن البلاد الحنفیة فی الغالب بلاد باردة فلا تتأتى فیها الصلاة فی الصحن. ونجد هذا الزلیج ذا الائتلاف المعدنی الذی زین به محراب القیروان وزینت به جوامع تونس وغیرها من المدن إلا أننا لا نجد القبة البصلیة إنما نجد القبة الفاطمیة الشبیهة بها سواء فی جامع القیروان أو فی جاع الزیتونة بتونس. ونجد هذه الغابة من الأعمدة التی تعطینا انطلاقاتها إلى أعلى معنى انصراف القلب إلى الله تعالى ومعنى اللانهایة العمودی کما أن ممراتها بین الإسطوانات تعطی معنى اللانهایة الأفقی.
وإذا نظرنا إلى اجتماع صفوف المصلین فی صحن الجامع (بإیران) تصورنا اجتماعهم فی صحن الزیتونة بتونس. نفس الخشوع ونفس الانغماس فی التقویة والتعبد ونکران المحیط الدائر والاتجاه بالکلیة فی انجذاب تصوفی سلیم إلى الخالق جل وعلا.
فی رمضان
ثم یأتی رمضان الذی هو شهر الدین. رمضان بجماهیره التقیه المتدافعة. بآذان صوامعه وبتلاوة القرآن فی جوامعه وبحلقات الوعظ فی مساجده وبتدافع الناس فی أسواقه مجموعات طافحة فیاضة من الألوان والأشکال والحرکات ونیران اللهمات وتلاعب الظلال والأنوار ومقابلات الصمت والدوی والسرعة والبطء. حیاة حرکیة متدفقة شاملة وإیمان باسم مطمئن یقرّ العین ویثلج الصدر، وتنقل متواصل من الجامع إلى السوق ومن السوق إلى البیت ومن البیت إلى الجامع، واجتماع فی المیادین قبیل المغرب وتبخر سحری للجماهیر بعد ثوان وتدفق وفیضانات بشریة فی الأسواق والدکاکین والمساجد، وموسیقى المسحّر فی الأزقة والسامر فی أطناف المآذن وتصاعد آیات بینات من الذکر الحکیم بأصوات ملائکیة مسیلة للدموع منطلقة من البیوت والمیادین والمساجد.
فهل تحولنا من تونس إلى إیران أم من إیران إلى تونس؟
فی البستان
نصف أزهار البستان قد أتت من إیران. عطرشاه الحواشی والسواقی والمماشی، وقباب الیاسمین وخمائله ومعرشاته الخضراء البیضاء الزرقاء کأنها سماء بنجومها أو قبة دیباج بتطریزاتها والآس والسوسن واللیلک، هذه الأزهار المتنوعة المحتشمة والجسورة والمختفیة والمتبدیة والمقیرشة والمتسلقة والبیضاء والزرقاء والصغیرة والکبیرة، وهذه الورود العطرة الخضلة النضرة کأنها خدود العذارى فیها مخملها وسندسها وأرجوانها وعطرها وعبیقها وعبراتها العنبریة. نفس المماشی بسماطین من سر و یتحول عفصه إلى صناجات وتتحول أغصانها إلى أیدی مخضبة بالحناء مصفقة فی احتشام راقصة فی أناقة وجلالة وغنج وقد سرح فیها الحسون یصرصر سلسلة الغنائیة الساحرة الخلابة الأخاذة الشیقة الریقة المغربة.
هل نحن فی برکة الأغالبة بالقیروان أو ببرکة رقاده أم بجنة العریف فی قصر الحمراء أم ببرکة قصر الزهرة فی سیدی أبو سعید قرب تونس أم نحن فی إصفهان...کلها مختومة بألف ونون علامة العظمة والسلطة والفن والمهرجان من طهران إلى القیروان». (223 – 225).
تعلیق:
هذا الکتاب یصبّ فی هدف بیان ما فی العالم الإسلامی من وحدة حضاریة ضاربة الجذور فی أعماق التاریخ، وفی عصرنا الراهن. والتأکید على هذهالظاهرة مقدمة لازمة لاستئناف مسیرة الحضارة الاسلامیة،ورسم أفق مستقبلنا الحضاری.
صاحب الکتاب الأستاذ عثمان العکاک تونسی درس تعلیمه الثانوی بالصادقیة، ثم تابع دراسته العلیا بجامعة السوربون وبمعاهد أخرى فی باریس. مارس التدریس الجامعی والکتابة والتألیف. ویظهر من الکتاب أنه درس اللغة الفارسیة فی مدرسة اللغات الشرقیة بباریس، لکنه فی صفحات الکتاب یشیر إلى حضور اللغة الفارسیة فی المناهج الدراسیة بتونس حین أُدخلت مادة تدریس هذه اللغة فی المناهج الدراسیة بتونس منذ قرون. ویذکر أکثر من ذلک أن «علماء تونس الأکابر یعرفون اللغات الثلاث وینظمون الشعر بالثلاث، ویعلقون على کتبهم بالثلاث».
وفی العصر الحدیث أیضًا دخل تعلیم اللغة الفارسیة إلى الجامعة الزیتونیة.
وکم مفید لو کان هناک تحقیق شامل عن حضور اللغة الفارسیة فی تونس قدیمًا وحدیثًا حتى یعرف الإیرانی أن العرب یهتمون بلغته کما هو یهتم بلغة العرب، وذلک أدعَى الى کسر الحواجز النفسیة بین الشعبین.
ومن الطریف أن المؤلف یرجع الحضور الإیرانی إلى عصر المهلبیین فی بدایة الفتح الإسلامی بتونس. «فهؤلاء المهلبیون جاؤوا إلى القیروان على رأس جیش خراسانی .. وأصبح کل شیء متأثرًا بإیران».
واستعراض الأستاذ العکاک یغطّی مساحات کبیرة من الحیاة الأدبیة والفکریة والدینیة والاقتصادیة والفنیة .. وما فیها من تفاعل بین الإیرانیین والتونسیین.
ویشیر فی (ص55) إلى حضور الشیبانیین فی تونس ویذکر إبراهیم الشیبانی رئیس معهد المؤلفین فی بیت الحکمة فی عصر الفاطمیین، ویذکر أن الکثیرین من الشیبانیین أصلهم من خراسان.
بالمناسبة فی دیوان ابن هانی الأندلسی أربع قصائد یمدح فیها أبا الفرج الشیبانی (ص 54 و 235 و302 و387 ط دار صادر، بیروت)، ویشیر فی إحداها إلى أصله الفارسی ومطلعها:
من أهل بهرامَ جُورٍ فی مناسبِهِ ماشئتَ من فارسیٍّ نَو بَهاریِّ
وبهرام جور:أحد الملوک الإیرانیین. ونوبهاری: من کلمة نوبهار = الربیع الجدید، ویقصد أنه فارسیّ خالص.
وفی الکتاب إشارة إلى (النوروز) فی تونس وهو فی اعتقادی یحتاج إلى دراسة مستقلة تبین زوال الحواجز القومیة فی دائرة الحضارة الإسلامیة.. کما یشیر إلى حضور الأدب الفارسی ممثلاً بالشاهنامة وجلستان سعدی ورباعیات الخیام فی تونس، وهی إشارة تفیدنا فی دراسة تفاعل الأدبین العربی والفارسی فی المغرب العربی.
ویقف المؤلف عند ظاهرة هامة فی هذا المجال حین یتحدث عن عهد الحمایة، فیذکر أن الحمایة الفرنسیة لأی بلد عربی تنتهج أسلوب فصل ذلک البلد عن دائرة الحضارة الإسلامیة، لکن هذا الارتباط الحضارة کان أقوى من نهج المحتلین، إذ وقع العکس فالحدیث عن إیران تاریخًا وحضارة قد ازداد فی الکتب الدراسیة التونسیة. وهذا کلام له دلالته الکبیرة علمی عمق الأواصر الحضاریة التی تربط أجزاء العالم الإسلامی.
ومن الملفت فی الکتاب أنه یختمه بحدیث جامع عن المشترک الحضاری سواء على مستوى الاقتصادی (السوق) أو الدینی (فی الجوامع) أو الجمالی (فی البستان)،ویرى أنه حین یتجول فی البلدین (إیران وتونس) لا یدری أهو فی إصفهان أم فی القیروان.