الإسلام فی أحکامه متحرّک متجدّد، لکنه یقوم على أصول ثابتة. وهذا التحرّک والتجدّد لا یتحقق إلاّ بالإبداع. أمتنا بحاجة لأن تمیّز بین البدعة والإبداع، بین التجدید السرابی الزائف، وبین التجدید الحقیقی الذی (ینفع الناس). من الأخطار التی تصیب الحرکة الحضاریة للأمم هو وقوعها فی الجدل وترکها العمل، والإبداع یرتبط بالعزّة، وهذا ما یؤکده الواقع والدین. ومن موانع الإبداع فی عالمنا الإسلامی عدم قدرتنا على التواصل بسبب غیاب ثقافة الاستماع وقیام الحواجز والسدود بین بلدان المسلمین.
«ثقافتنا» تهتم باستئناف مسیرة الحضارة الإسلامیة، وهذا الاستئناف لیس سوى تأهیل الأمة لأن تُبدع وتزدهر على مستوى متطلبات العصر.
دعوة العبد الصالح الإمام الخامنئی لاعتبار هذه السنة الهجریة الشمسیة(* ) سنة إبداع وازدهار تأتی ـ إذن ـ فی سیاق الهدف الکبیر: استئناف مسیرة الحرکة الحضاریة الإسلامیة.
لذلک نقف فی أول عدد من هذه السنة عند بعض محطات الإبداع والازدهار فی سیاق استئناف مسیرة الحرکة الحضاریة الإسلامیة.