ابن المقفع من رجال الحضارة الإسلامیة، وقد ساهم فی إثرائها حتى عندما کان زرادشتیًا، لأنه تربّى فی کنف هذه الحضارة، وأبدع فی لغتها حتى صار من کتاب الخلفاء. ثم حین أسلم صارَ جسرًا للتواصل بین الحضارة الفارسیة القدیمة وبین الحضارة الإسلامیة الولیدة. وهذا التفاعل، أو التعارف بین الحضارات هو وراء کل نهوض حضاری فی التاریخ.
ما وصلنا من ابن المقفع یدلّ على صدق إیمانه بالإسلام وإخلاصه لبناء نهضة الأمة الإسلامیة فی إطار منهج إصلاحی مبنی على أسس عقلیة صرفة.
غیر أن الأقوال فی اتهامه بالزندقة کثیرة، وفی المقال عرض لما وصلنا من کتب وما قیل فیها، نخرج منه إلى تبرئة ابن المقفع من التهمة.