من دراسة مظاهر الثقافة الإسلامیة فی العصرین المغولی والتیموری فی إیران یتبین لنا أنه على الرغم من أن اللغة العربیة کانت قد فقدت مکانة الصدارة فی إیران کالعصور السابقة، وحلّت محلّها اللغة الفارسیة فی هذین العصرین، إلا أن اللغة العربیة صارت اللغة العلمیة والأدبیة، ولم یکن لکتاب الفرس وأدبائهم غناء عن تعلّمها.
وعلى الرغم مما سلکه سلاطین هذین العصرین من أسالیب الدمار والتخریب فی بادئ أمرهم وقت فتحهم للبلاد، إلا أنهم وأبناءهم من بعدهم لما عاشوا حیاة مستقرة فی بلاد الفرس بالإضافة إلى إسلامهم، أقبلوا یصلحون ما أفسد، بل ساهموا بنصیب فی إنهاض الحضارة الإسلامیة فی فروعها المختلفة، لذلک نشأت فی ظلهم وبرعایتهم هذه الحضارة الفارسیة ذات الطابع العربی الإسلامی المتمیز.