یوهانس جانسن المستشرق الهولندی اهتم بالدراسات الإسلامیة. ویعد کتابه: التفاسیر القرآنیة فی مصر فی العصر الحدیث، امتدادًا لاهتمامات المستشرقین بالدراسات القرآنیة وفق نظرتهم الخاصة للاسلام وکتابه. استوعبت دراسته فی هذا الکتاب ما صدر من تفاسیر فی مصر من محمد عبده إلى عائشة عبدالرحمن. وصنفها إلى ثلاثة اتجاهات: العلمی، والبیانی، والاجتماعی.
حاول فی المقدمة أن یوضّح رأی المسلمین فی القرآن، ولیقرب ذلک إلى أذهان القارئ الأوربی عقد مقارنة بین القرآن والأناجیل الأربعة. رکز على شخصیة محمد عبده، وآرائه التفسیریة، ثم استعرض ما ألف من تفاسیر على ضوء معطیات العلوم الحدیثة، وخصص وقفة خاصة لتفسیر الطنطاوی جوهری . وأبدى إعجابه بجهود العلماء المسلمین فی الجمع بین القرآن والعلوم الحدیثة بینما تاریخ الغرب کان مفعمًا بالمصادمات بین رجال اللاهوت ورجال العلم.
ورأى المؤلف أن العلاقة مع الغرب کانت وراء ما کتبه المفسرون المصریون فی التفسیر الواقعی أو الاجتماعی. وثمة ملاحظات یمکن إیرادها على المؤلف أهمها التسرع فی العمل وفی إطلاق الأحکام.