دخل المسلمون الاندلس حین کانت تغطّ فی ظلام جهل دامس، ولم یکن هذا الفتح الإسلامی احتلالاً عسکریًا بل کان حدثًا حضاریًا هامًا. وکان موقف المسلمین من أصحاب البلاد الأصلیین متسامحًا حتى غدا الیهود والنصارى مساوین للمسلمین قادرین مثلهم على تقلد مناصب الدولة. وامتازت الحضارة الإسلامیة فی الأندلس بالعنایة بالآداب والعلوم والفنون وإنشاء المکتبات، وأکثروا من إنشاء الطرق والجسور والقصور والمساجد، وبرزوا فی المجالات الحربیة والجغرافیة والفلکیة والطبیة. وکان فیهم أبو علم الفلک وأبو علم الجراحة فی العالم. وکان لهذه النهضة العلمیة آثارها على أوربا، ونرى ذلک فی الالفاظ العربیة الباقیة فی مختلف العلوم فی قوامیس اللغات الاوربیة.