فی الأحادیث والروایات ثناء على الغربة والترغیب فیها. والغربة مذمومة إن کانت عزلة عن الناس وابتعادًا عن المجتمع، غیر أنها ممدوحة إذا اقترنت بمقاومة الوسط الاجتماعی الفاسد وبعدم الانصهار فیه. والمذموم من الغربة ما یشعر به الإنسان المعاصر تجاه الحضارة المادیة المحیطة به، فهو یشعر بالغربة مع نفسه، ومع هذا المجتمع الذی لا ینتمی إلى ما فی فطرته من قیم وعاطفة. والغربة المحمودة متحققة فی عصرنا بعد عودة الجاهلیة إلى الحیاة. کما أن ثمة أنواعًا أخرى من الغربة یمکن أن یعیشها المسلم الیوم مثل الغربة عن الوطن على خلفیة الجهاد فی سبیل الله، والغربة الحضاریة وهی الصمود أمام انحرافات المجتمع من خلال تحصین النفس أمام المغریات والانزلاقات. وثمة غربة أخرى هی غربة «الخمول» وهی فی معناها الایجابی ابتعاد الإنسان عن الاستهلاک فی الأضواء والشهرة والجاه والمنصب. وأما الغربة عن الناس فمعناها الایجابی هو أن یعیش مع الناس بجسمه لکن قلبه متعلق بالله تعالى.