حضارة المسلمین تقوم على الحبّ، فالحبّ أساس العلاقة بین «الله» و«الإنسان»: یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ وأساس العلاقة بین الرجل والمرأة: وَجَعَلَ بَیْنَکُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً وبین الإنسان وأخیه الإنسان: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا .
والحبّ یملأ دواوین شعراء الدائرة الحضاریة الإسلامیة من عرب وفرس وترک وهنود، بل نجد عند کبار الفقهاء والصالحین شعرًا یموج بحرقة الحبّ من مثل الشریف الرضی وابن داود الإصفهانی وغیرهم کثیر.
ونرى العرفاء بشکل خاص، وهم الذین سعوا لأن تکون نفوسهم وأرواحهم سامیة کما أراد الله ، یعبّرون عن أعمق معانی الحبّ فی أشعارهم. وفی هذا المقال رکزنا على خطاب الحبّ فی الأندلس متمثلاً بلسان الدین بن الخطیب وقارناه بخطاب حافظ الشیرازی فی الموضوع نفسه وکلاهما من رجال القرن الثامن الهجری، لیکون معلمًا من معالم وحدة الدائرة الحضاریة الإسلامیة.