تعود العلاقة بین الغرب والعالم الإسلامی إلى زمن ظهور الإسلام. والحروب الصلیبیة التی شنّها الغرب على المسلمین جعلت العلاقة بین الجانبین متأزمة دمویة. وبعد سقوط الدولة العثمانیة، تفاقم هجوم الغرب عسکریًا على المسلمین وأکثر منه ثقافیًا، غیر أن مساعی الغرب کلها باءت بالفشل أمام تصاعد الصحوة الإسلامیة. وهبّ الغرب لمواجهة هذه الصحوة ضمن تصوراته عن العالم الإسلامی. وهذه التصورات نراها فی کتاب مستقبل الإسلام والغرب لشیرین هانتر، وفیها نظرة قائمة تجاه الإسلام الحضاری وتجاه عودة الإسلام إلى الحیاة. وهذه النظرة نجدها عند الساسة والاستراتیجیین الغربیین. والخطاب الغربی یتجه نحو تقلیل أهمیة الصحوة الإسلامیة، واختلاق عوامل غیر صحیحة لنشوئها، غافلین عن العامل الأساس المتمثل فی طاقات الإسلام الذاتیة التی تدفع المسلمین باستمرار نحو التفوق الحضاری والمنافسة فی قطع مدارج الکمال المادی والمعنوی. کما أن تصرفات الغرب الظالمة تجاه المسلمین تدفع بالصحوة إلى الابتعاد عن الانبهار والتبعیة للغرب.