ثمة ثنائیات تطرح على الساحة بشأن علاقة الإسلام مع العلم أو مع المسیحیة أو مع المدنیة و.. وفی هذا السیاق جاءت ثنائیة الإسلام والحداثة. وتنوعت الکتابات ووجهات النظر بشأن الإسلام والحداثة، فمن قائل إن الحداثة ترمز إلى التقدم المدنی فی الغرب، ومن یرى أن للإسلام حداثته التی توافق فی بعض جوانبها حداثة الغرب، ومن ذاهب إلى أن الإسلام أرقى من الحداثة الغربیة. وبشکل عام هناک توجهان: فصل الإسلام عن الحداثة، والربط بین الحداثة والإسلام. یرى أصحاب التوجه الأول أن الحداثة فجّرت ما یسمّونه التقالید الثقافیة الإسلامیة المنغلقة، وبذلک فإن أصحاب هذا المنحى یحاولون تأسیس الحداثة على أساس الابتعاد عن الإسلام. أما أصحاب الربط بین الحداثة والإسلام فیرون إمکانیة تأسیس حداثة إسلامیة، وذلک یتطلب أولاً التخلص من الهزیمة الداخلیة أمام الحضارة الغربیة. ویرون أیضًا أن الحداثة لیست غربیة من حیث الجوهر والطبیعة، ولا یحقّ للغرب احتکار الحداثة، إذ إن روح الحداثة هی جملة القیم والمبادئ القادرة على النهوض بالوجود الحضاری للإنسان فی أی زمان ومکان.