فی تاریخ الثقافة الإسلامیة ثمة أسماء معروفة جمعت بین العلم والثقافة. وفی العصر الحدیث هناک من وجد فی الثقافة الإسلامیة ما یعزّز علاقته بالعلم، وما یجعل هذه العلاقة تتخلّق بجمالیة القِیَم، ونبل الغایات والمقاصد، ومنهم الدکتور کلشنی الذی تصدى لهذه الإشکالیة بنقد ما یسمى الطابع التجریدی والحیادی للعلم وبالکشف عن طبیعة رؤیة الإسلام التکاملیة إلى العلم، وخلص إلى إمکانیة أسلمة العلوم. وإلى هذا المنحى ذهب أیضًا الدکتور وقار أحمد حسینی الذی رکز على أن العلوم العقلیة هی أیضًا علوم شرعیة، ولیس بینهما أی تنافر فکری أو عملی أو مؤسسی. وفی مقابل هذا المنحى هناک من رفض فکرة أسلمة العلوم، ومنهم الدکتور برویز بیود، حیث وجّه نقدًا لاذعًا لهذه الفکرة، وقدّم أدلته على ذلک. وینطلق بیود من فکرة مسبقة ترتبط بالظروف السیاسیة التی أحاطت بباکستان فی عصره. فی مجتمعاتنا الإسلامیة یتوقف نجاح أسلمة العلوم على مقدار ما تحققه هذه المجتمعات من تقدم علمی یمهّد السبیل للسیر فی طریق التکامل المعرفی.