هل یمکن أن تتعدَّد الثقافات مع الانتماء إلى وطن واحد؟ أو بصیغة أخرى: هل یمکن أن یوجد وطن واحد یتعایش على أرضه فی وئام ذوو ثقافات متعدِّدة؟
یحاول هذا البحث أن یجیب عن هذا السؤال من وجهة نظر الفکر الإسلامی، متَّبعًا فی ذلک منهج القرآن الکریم فی ردِّ ما تنازع فیه المختلفون إلى الله ورسوله ابتغاء الحق، ومتعاملاً مع هذا الموضوع بشمولیة، وواقعیة، وحکمة تنسجم مع عنایة الإسلام بوحدة الأمة، وتآلف قلوب أفرادها، واجتماع کلمتهم، وتحذیره من أن یکون التنازع - ومنه التنازع الثقافی - سببًا فی حصول العداوة والفُرقة بینهم.
وقد تناول البحث القضایا التالیة: معنى الوطن، مفهوم الوطنیة فی الفکر الإسلامی، الوطنیة والثقافة، وظیفة الثقافة الإسلامیة فی بناء هُویة الوطن الثقافیة، الهویة الثقافیة وتعدد الثقافات، الثقافة الإسلامیة وتعدد الثقافات، تعدد الثقافات داخل الوطن الإسلامی، الثقافة الوطنیة و«العولمة».