ظاهرة التخلّف فی عالمنا الإسلامی تقضّ مضجع کلّ الذین یحملون هموم هذه الأمة ویفکرون فی غدٍ أفضل لها.
کثرت المساهمات المؤسسیة والفردیة التی تسعى لتقدیم مشاریعها ونظریاتها فی هذا المجال.. وکل واحدة منها یمکن أن تشکل إثراءاً للمشروع العام الذی یجب أن یتبلور لانتهاجه فی المجالات الحیاتیة.
غیر أنّ بعض الطروحات التی تظهر بین حین وآخر تستدعینا أن نقف ـ ولو قلیلاً ـ عند الشروط التی یجب أن تتوفّر للمشارکین فی هذا الهدف الکبیر.
الأول: أن یکون المشارک مؤمنًا حقًا بأن الإسلام دین إلهی یستمد تعالیمه من الوحی، ویتجه نحو ایجاد انسجام بین حیاة الإنسان وسائر ظواهر الکون الأخرى. والخروج عنه إنما هو خروج عن الفطرة وعن سنن الکون.
الثانی: الإیمان بأن المقصد الأساس لهذا الدین هو «الإحیاء» ویَعنی تفعیل کلّ الطاقات المعنویة والمادیة للإنسان کی یتجه الفرد والمجتمع نحو تکامله المرسوم.
الثالث: أن یفهم ویؤمن أنّ الإسلام استطاع أن یحقّق أعظم نهضة حضاریة، حین صیّر من قبائل الجزیرة العربیة أمّة رفعت لواء التحریر والعلم والمعرفة إلى العالم، واستطاع المسلمون بتعارف شعوبهم أن یبنوا صرح حضارة فریدة فی التاریخ.