إن تمتین کل حوار منشود بین الإسلام والغرب یقتضی إعادة طرح جدید یبتنی على الوضوح ویلتزم بأخلاقیات الحوار، ویعید النظر فی الأهداف والوسائل الموصلة إلى ذلک، ولن یکون هذا مجدیًا فی رأی الباحث إلا إذا تم توسیع قاعدة هذا الحوار لیصیر حوارًا ثقافیًا مدنیًا یشمل کل المکونات والفعالیات الثقافیة فی المجتمعین المتحاورین. ویبقى الأمل العریض الذی ینبغی النظر إلیه بتفاؤل من طرف أتباع الحضارتین الإسلامیة والغربیة هو أن حتمیة الحوار الحضاری أمر واقع لا محالة طال الزمن أم قصر، لأنه فی نهایة الأمر لابد أن تنتصر الإرادات والعزائم الساعیة إلى إدارة الحوار الحضاری بین الطرفین وتفعیل العمل المشترک الذی یحرکه الفهم والوعی المشترکان للمخاطر التی تحدق بالبشریة.