الشعور باختصار هو القوّة التی تحرّر الإنسان من الانشداد بما تنشَدّ إلیه البهائم، وترفعه لیطوی مراحل کماله.
وکل الخالدین فی التاریخ من المصلحین وأصحاب الکلمة والفنانین والشعراء، إنـّما خلدوا لأنهم ضربوا على وتر إیقاظ الشعور.
وکلّما کان الشعور لدى هؤلاء الخالدین أقوى کان تأثیرهم فی إیقاظ المتلقّین أکثر وکان خلودهم أبقى وأدوم.
والشعراء من أقدر الناس على إیقاظ الشعور، لأنهم یستخدمون «الکلمة» و«الموسیقى». لکنّ العظام منهم یفوقون الباقین بقوّة تأثیرهم على الإیقاظ، لما فی صدورهم من لهیب المشاعر التی تتحول إلى کلمات جزلة وأنغام عذبة تدخل القلوب وتثیر العواطف والشعور.