القیم الأخلاقیة ـ وکما تشیر إلیه أیضًا نصوصنا الدینیة ـ لیست معزولةً عن النشاط المعرفی من حیث هو نشاط معرفی، وینجم عن ذلک القول بأن إصلاح مناهجنا المعرفیة وأنماط تفکیرنا أمرٌ مرهون إلى حد معین بإصلاح أخلاقیاتنا البحثیة، فما لم نسع لإصلاح تلک الأخلاقیات فإن إصلاح معرفیاتنا سیکون أمرًا مشوبًا بشیء من الخطر. إن السلبیات الأخلاقیة تمثل موانع أمام ترشید نشاطنا الذهنی سیما فی الدائرة الدینیة، فما لم نحز ـ وهو أمرٌ لیس بهذه السهولة ـ على شخصیة تتمتع بمیزات أخلاقیة تمس البحث العلمی فلن نقدر على تحصیل أکبر عدد من ضمانات الصحة والصواب فی هذا البحث.