الشیخ کاشف الغطاء أقدمَ على تجربة إصلاحیة بدَّدت الیأس الذی شاب العلاقة السیاسیة بین الفقیه والأمة بُعید تأسیس الدولة العراقیة عام 1921. کما أنها تجربة إصلاحیة ردمت الفجوة بین المجتمع والفقیه تلک التی نشأت بعد اغتراب الفقیه عن مجتمعه، واغتراب المجتمع عن رموزه الدِّینیة. وهی تجربة کشفت عن وعی سیاسی ناضج ذاک الذی آثر العمل السِّلمی على العمل المسلَّح، وأخیرًا إنها تجربة تکشف عن وعی سیاسی نجح الشیخ کاشف الغطاء من خلاله فی نقد طائفیة الدولة وتبع نقده بمشروع إصلاحی ما یعبِّر عن تاریخیة توجُّهاته الإصلاحیة التی تضمنها المیثاق الذی تقدَّم به إلى الملک غازی.