العلاقة بین الدین والأدب وثیقة جدًا, ولم تنقطع على مر العصور, لأن الدین والأدب فعالیتان إنسانیتان من حیث الممارسة والأداء لاسبیل إلى الاستغناء عنهما, أو نکرانهما مهما طرأت على حیاة الإنسان من تغیرات وأحوال. إلا أن أحدهما قد یتقدم على الآخر فی زمن أو تتبدل الصورة فی زمن آخر, لکن تفاعلهما الدائم هو الأصل الذی لاعدول عنه. ولعل أوضح تجلیات ذلک التفاعل بزوغ الأسطورة ثم ترعرعها بینهما, لتثری الفکر الإنسانی فی مرحلة من مراحل تطوره, وتبین عن حیرته فی التردد بین تینک الفاعلیتین.