من مفارقات الاجتماع الإنسانی وأخطر تحدیاته، أن یکون الإصلاح، وهو الأصیل فی الذات البشریة، أحد أکبر القضایا الخلافیة بین الناس وأشدها تعقیدًا . ولطالما أفضى الاختلاف فیه بینهم إلى الفرقة والتنازع والشقاق، حتى أمسى أحد أبرز عوامل التصادم والاحتراب نظرًا للإشکالیات المختلفة التی تثیرها فکرة الإصلاح نفسها، کما موضوعاته وحقوله وأنماطه وأجنداته وآلیاته ودعاته، وذلک بحکم تضارب الأفکار والقیم والرؤى والغایات والمصالح. ما یفسر بالمحصلة موانع الإصلاح وحوائله وصعوباته والمشکلات التی تعصف بکل أطروحة من أطاریحه وکل محاولة من محاولاته.