إنّ الأسرة هی المؤسَّسة الأولى فی الحیاة الإنسانیة, وهی نقطة البدء التی تؤثّر فی کلّ مراحل الطریق, والتی تزاول إنشاء وتنشئة العنصر الإنسانی, وهو أکرم عناصر هذا الکون فی التصوّر الإسلامی. وإذا کانت المؤسّسات ـ التی هی أقلّ شأنًا وأرخص سعرًا کالمؤسّسات المالیة والصناعیة والتجاریة وما إلیها ـ لا توکل أمرها عادةً إلاّ للأکفاء فی الإدارة والقوامة, فالأولى أن تُتَّبّع هذه القاعدة فی مؤسّسة الأسرة التی تُنشِئ أثمن عناصر الکون, ذلک هو العنصر الإنسانی .
والمنهج الربّانی یراعی هذا, ویراعی به الفطرة والاستعدادات الموهوبة لشطری النفس (العقلانی والجسمانی) لأداء الوظائف المنوطة بهما معًا, کما یراعی به العدالة فی توزیع الأعباء على شطری الأسرة الواحدة, والعدالة فی اختصاص کلًّ منها بنوع الأعباء المهیّأ لها.