تهتم هذه الدراسة، بمتابعة تطور الممارسة السیاسیة للحرکات الإسلامیة من مرحلة مقاومة الاستعمار فی شکله المباشر إلى مرحلة الاستقلال، حیث بات تعامل هذه الحرکات بالأساس مع أنظمة الحکم القومیة التی تولت السلطة فی الدول المستقلة، والتی کانت فی معظمها علمانیة، وعلى صلة وثیقة بالغرب. ولا تستهدف هذه الدراسة أن تؤرخ للحرکات الإسلامیة التی نشطت فی العالم الإسلامی على مدار القرن. فاتساع النطاق المکانی والزمنی وتنوع الحرکات الإسلامیة مع کثرتها، یجعل هذه المهمة أوسع من أن تلم بها مثل هذه الدراسة التی أرید لها أن تکون محدودة الحیز. ومن ثم، تهتم هذه الدراسة تحدیدًا بالبحث فی الأنماط المختلفة لتفاعل الحرکات الإسلامیة مع أنظمة الحکم فی البلدان التی تنشط فیها الحرکات، وتمتد إلى التعرض لنمط علاقة هذه الحرکات مع القوى السیاسیة والوطنیة التی جاورتها فی الساحة، وأیضًا مع التجمعات الإسلامیة عبر الدول المختلفة، وهو ما سوف یسمح لنا بتحلیل مدى حضور بُعد «الأمة» کمکوّن فی إدراک الحرکات الإسلامیة. وفی کل هذا، تسعى الدراسة إلى التدلیل على أنماط التفاعل ببعض النماذج الممثلة من بین الحرکات الإسلامیة.